الأبناء يعزفون عن التعامل مع الآباء ويلجئون للأصدقاء.. ميرنا: الصوت العالي حل والدتي.. سمير: أصحابي لا يعايرونني بالأخطاء.. أحمد: التربية ليست تنفيذ أوامر.. ومستشارة أسرية: الفجوة تتسع لاختلاف التفكير
يوما بعد يوم تزداد المشاكل الأسرية وتتسع الفجوة بين الآباء والأبناء، بسبب اختلاف التفكير بين الأجيال، فهل سألت نفسك يوما «لماذا لا يضحك ابنى وهو جالس معى؟ لماذا كل هذه الرسمية؟ نجلس فقط لنأكل ونشرب ونشاهد التلفزيون مرة كل شهر سويا، ورغم ذلك فالحوار منعدم» فمن الملاحظ أن دور الأسرة تراجع بشكل ملحوظ ليرفع الآباء أصواتهم مرددين جملة «ابنى تربية أصحابه»، حيث يصنع الأبناء أسرة ثانية ويرفضون حياتهم التى نشئوا بها، فهل يعى الأهل هذه النقطة وهل تزداد الفجوة يوما بعد يوم دون حلول؟
«فيتو» استطلعت آراء الشباب حول المشكلة، فتقول ميرنا الكومى (طالبة، 19 سنة): «دائما ما أردد جملة أنا أهلى مش بيفهمونى عشان كدة مش بحب أتكلم معاهم.. ودائما ما بلاقى حضن صديقاتى لأرتمى فيه فحينما أناقش والدتى فى أمورى الشخصية تصاب بالضجر وتبدأ مناقشة فى الكلام بصوت عالى وهو ما يجعلنى أندم على الحديث معها».
«الأصدقاء مصدر الثقة»
وأضاف سمير الفيومى (طالب، 21 عاما): «أصحابى مصدر ثقة بالنسبة لى فهم لا يعايروننى بما أفعل وحينما أخطئ يشاركوننى وحينما أنجح يشجعوننى عكس الأهل يحبطوننى ويقللون من أحلامى دون أن يستمعوا.. فلماذا ألجأ إليهم ولدى من يسمعنى ويفهمنى ويحتاج إلىّ مثلما أحتاج إليه؟».
وأوضحت أميرة محمود (ربة منزل، 25 عاما): «كنت أنا وصديقاتى مجموعة من الأشرار نتفق على المصائب التى نريد فعلها فنخرج سويا ونسافر ونقابل زملائنا الأولاد ونتجه للنادى وكل هذا دون علم أهلنا ببساطة لأن قوانينهم تمنعنا من أى شيء وكل شيء.. فلماذا لا نعين بعضنا على فعل ما نرغب ونتركهم يعتقدون ما يريدون؟».
«التربية ليست تنفيذ أوامر»
وتابع أحمد فؤاد، (محاسب، 24 عاما): «لا أرى خطأ لدى جيلنا لأن المسئول عن تربيتنا من أخطأ حينما رأى أن التربية تنفيذ أوامر دون مناقشة ورأى أن دوره يقتصر على توفير المال اللازم للأسرة فقط دون الرعاية النفسية والأبوية للابناء فأصبح الأب من وجهة نظرنا ما هو إلا كيس فلوس وأصبح الأصدقاء هم الأسرة الحقيقية».
وذكرت هند فتحى (طالبة، 20 عاما): «لماذا أقبل نصيحة أو أقبل الحديث حتى مع شخص يكبرنى بضعف عمرى أو يزيد وهناك من هو فى مثل سنى ويفهمنى ومعى حتى لو ذهبت إلى المريخ، هل أرضى بهذه الضوضاء المستمرة فى حياتى، بالطبع لا فقط أقول نعم وحاضر لأوفر لنفسى الهدوء وأفعل ما أريد مع أصحابى دون علمهم طالما قوبلت بالرفض».
«أسباب اتساع الفجوة»
من جانبها، أشارت دعاء محمد، المستشارة الأسرية، إلى أن سمة هذا الجيل عدم الالتزام والثورة والنقد وهو ما لم يتربَّ عليه جيل الآباء لهذا فإن معيار الأصدقاء معيار أسهل، لا يخضع لسلطة الالتزام أو الخضوع، ولذلك نرى أن الأصدقاء هم العنصر الأساسى فى تكوين ملامح شخصية الشاب أو الفتاة ومن المصائب الكبرى التطور التكنولوجى وظهور الكمبيوتر والموبايل الأندرويد والآيباد وغيرها من وسائل الاتصال فأصبح الحوار بين الشاب أو الفتاة وأصدقائهما على الشاشة التى أمامهم متصلا وجاذبا أكثر من الحديث مع العائلة، ما سبب فجوة عميقة تزداد كل يوم.
ونصحت المستشارة الأسرية الأهل بالتقرب إلى أولادهم ومحاولة اختراق تفكيرهم دون توضيح لذلك، لتصبح الرؤية لديهم أوضح فيتعلمون نمط وطريقة تفكير الشباب فيناقشونهم برؤية، موضحا: «منذ البداية لا بد من العمل على توجيه الأبناء إلى اختيار أصدقائهم واختيار البيئة المناسبة للسكن فكل امرئ ينشأ على ما شب عليه، لذا أنصح الآباء بأن يربوا أنفسهم قبل أن يربوا أبنائهم».