رئيس التحرير
عصام كامل

فهلوة محلب


الإدارة علم ودراسة وليست شطارة أو فهلوة أو هز أكتاف، ولم يذكر هذا العلم أن المدير الناجح هو الأكثر قدرة على إنجاز أكبر عدد من الجولات الميدانية في يوم واحد بغض النظر عن تحقيق الغرض من هذه الزيارات أم لا؟


ويقولون في علم الإدارة، إن "الليدر" أو قائد العمل يمكنه أن يحرك كل الخيوط وهو جالس في مكانه، فهو الثقل الذي يدير الآلة.
ويؤكدون في علم الإدارة أيضًا أن المدير الناجح ليس من بين مسوغات تعيينه قدرته على السير عدة ساعات متواصلة يوميًا.. فالمهم العقل وليس القوة.

أقول هذا الكلام بمناسبة حالة "الانبهار" لدى البعض بالجولات المكوكية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء كل يوم في عدة أماكن مختلفة، وإنه بـ"10 أرواح" كل روح تذهب لزيارة مكان.. وإن رئيس الوزراء بجلالة قدره يدور صباحًا ومساءً على "كعوب" رجليه من سيناء إلى مطروح ومن أسوان إلى الإسكندرية، ويصر أن يصعد السلالم بنفسه ويرفض ركوب الأسانسير وكأن ركوب الأسانسير رفاهية لا يجب أن يتمتع بها، ويعتبر هؤلاء المنبهرون أن ما يقوم به رئيس الوزراء هو النجاح بعينه وأنه أول رئيس وزراء يظهر في أسوان والإسكندرية في الوقت نفسه، وأنه أول رئيس وزراء يشرب من الحنفية وأول مسئول كبير يرتدي قميصًا في جولاته الميدانية، وأول مسئول رفيع يأكل سندوتشات فول وطعمية.

ماشي يا عم، هذا جميل ولكن أعطني الفائدة.. ما النتيجة ؟ لا شيء تحقق من الأميال التي قطعها معالي رئيس الوزراء.. لم يقل المنبهرون إن محلب أول رئيس وزراء تحقق الكهرباء في عهده رقمًا قياسيًا في الانقطاع.. وإنه أول رئيس وزراء اعتمد على فن الفهلوة في الإدارة.. وإنه أول مسئول كبير يبتكر علم "الجولات الميدانية" والذي يجب أن يدرس في المدارس والجامعات باسمه.. وإنه أول رئيس وزراء يعتمد على الفضائيات في الترويج لزياراته وليس أعماله.

وإنه أول مسئول رفيع المستوي يفعل كل شيء وفي الوقت نفسه لا تجد نتيجة أو مردودًا لتلك الأفعال.. أنا لست ضد المهندس إبراهيم محلب، فكثيرون يرونه رجل المرحلة، أما أنا فأرى أن تحمله مسئولية وزارة الإسكان كان عملًا مؤقتًا للغاية وأنجز فيه الكثير، وليس بالضرورة كل وزير إسكان ناجح يصلح رئيسًا للوزراء.

مطلوب من المهندس محلب أن يراجع سياساته ولا يضحك علينا باسم الصراحة.. وإذا كان يتحدث عن إنجازات سيرد عليه الانقطاع المتكرر للكهرباء، فرئيس الوزراء لم ينجز ملفًا حتى النهاية، هو يفتح جميع الكتب في الوقت نفسه ولكنه لا يذاكر شيئًا.
Essamrady77@yahoo.com

الجريدة الرسمية