رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مسابك الموت..عمال يدفعون حياتهم مقابل 300 جنيه.. مدير إنتاج: "ماحدش ضربهم على أيديهم عشان يشتغلوا".. والعمال يردون "هو إحنا لقينا شغل غيره وقولنا لأ؟".. أبو النجا: معرضون لسرطان الرئة

فيتو

يوم بعد يوم تزداد معدلات السموم التي تخترق أجسادهم النحيلة لتصيبهم بأمراض صدرية وسرطانية خطيرة تجعلهم ينتظرون الموت اليوم قبل غد.. إنهم عمال مسابك الرصاص بمدينة العاشر من رمضان الذين يعملون في ظروف غير آدمية بلا أي حقوق أو رعاية من أجل الحصول على لقمة العيش ومعظمهم يموتون قبل الوصول لسن الـ 60.


"فيتو" كان لها جولة داخل عدة مسابك في المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان، قابلنا المسئولين فيها بعبوس وعدم ترحيب وكأن مديرين الإنتاج يعترفون أنهم يرتكبون جريمة بحق العمال.

راتب مضاعف: 
أحد مديري الإنتاج قال لنا "نحن نستخدم الرصاص نسبة 100% لكنه لا يشكل خطرا على حياة العاملين" وكأنه يخاطب جهلاء لا عقل لهم ولا علم لديهم، واستكمل حواره معنا "أنتم عايزين أيه يعني؟ العامل بياخد قد راتبه مرتين شهريا"، فقلت له: وهل هذا تعويض عن صحته التي تهدر يوميا؟!! رد قائلا "إحنا ما ضربناش حد على أيديه عشان يشتغل معانا".

مدراء الإنتاج في مصانع مختلفة يحاولون إقناعنا بأن الرصاص غير ضار بصحة العمال رغم أننا لم نستطع أن ندخل هذه المنطقة مكشوفي الوجه؛ خوفا من تصاعد الأدخنة السوداء منها بل الملونة أيضا التي تنتج عن مصانع منظفات.

كده كده ميتين: 
ويقول أحد العمال: إن الخطر في هذه المسابك يحاصرنا من كل ناحية، فالعامل منا يستقبل سموم الرصاص يوميا في مقابل 300 جنيه يحصل عليها زيادة عن راتبه الأساسي.

وقال آخر "إحنا على باب الله يعني لو المصنع اتقفل هناكل ونعيش منين، إحنا كدا كدا ميتين"، والدولة لا تعترف بنا وفاكرانا حشرات. 

خطر الرصاص: 
الرصاص معدن فلزي ثقيل يستخدم كمعدن في صناعة السبائك الحديدية، ورماده يستخدم في صناعة الأحبار فالرصاص يدخل في صناعات كثيرة من بينها الصناعات الكيماوية، وسموم القوارض والبطاريات الجافة وغيرها من الصناعات التي يواجه خطرها العمال، ولا يتوقف خطرها على أدخنتها في الجو فقط فأماكن بناء المصانع في مدن صناعية وليست سكنية ولكن من أين يأتي الخطر؟

مهزلة: 
أكد الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى أمراض السرطان سابقا، في تصريحات لـ "فيتو"، أن ما يحدث مهزلة للعمال وكأنه انتحار مقابل لقمة العيش، فتراكم الرصاص في أجسادهم يؤدي للإصابة بسرطان الرئة.

وأشار إلى أن عمال مصر يدفعون على مر العصور، حياتهم مقابل حصولهم على الطعام والشراب ليضربوا بذلك أروع مثال في التضحية والصبر رافعين شعار "نريد الستر فقط".
الجريدة الرسمية