بالصور.. جولة بمستشفى النيل بشبرا.. تكدس بسبب غياب الأطباء.. معاناة مرضى التأمين الصحي.. صرف أدوية بديلة وغير فعالة لمرضى السكر.. ومريض بالكلى: صرفولي أدوية منتهية الصلاحية
على الرغم من أن وزارة الصحة تعكف حاليًا على إعداد قانون التأمين الصحي الجديد، الذي يضمن تقديم خدمات صحية جيدة إلى جميع المرضى في كافة أنحاء الجمهورية ليحدث طفرة في الخدمات الصحية، إلا أن المرضى لا زالوا يعانون من الإهمال ولا يجدون العلاج.
وللوقوف على الخدمة المقدمة للمرضى وأهم مشكلات مرضى التأمين الصحي في مصر، تجولت «فيتو» داخل مستشفيات التأمين الصحي منها مستشفى النيل بشبرا الخيمة الذي يخدم قطاعا عريضا من المرضى.
«تكدس بالمستشفى»
وما إن تطأ قدمك داخل مستشفى النيل للتأمين الصحي بشبرا الخيمة، لا تجد مكانا لتقف فيه من شدة الزحام فالمستشفى بجميع أدوراه يمتلئ بالمرضى، في انتظار الطبيب، للكشف بالعيادات، أو ليكتب لهم العلاج الشهري الذي يصرفونه بمنافذ صرف المستشفى.
عشرات من المرضى ينتابهم البؤس والشقاء ينتظرون أمام باب عيادات الصدر والعظام المغلقة في انتظار الأطباء الذين لم يأتوا في ذلك اليوم غير عابئين بالمرضى الذين ينتظرونهم بعد مرور أربع ساعات على أمل أن يأتي الطبيب ودون وجود طبيب بديل له أو مسئول يوجه المرضى بالمغادرة أو الانتظار، وبعد نفاد صبر إحدى السيدات المريضات، في الأربعينيات من عمرها، مصابة بالانزلاق الغضروفي، تجلس أمام عيادة العظام صرخت من عدم العبء بهم والإهمال وعدم وجود طبيب قائلة: "حرام عليكم مستنيين من 7 الصبح مفيش ولا دكتور يكشف علينا".
«فيتو» التقت مريضة مصابة بالقلب أمام عيادات القلب داخل المستشفى، لتسألها عن معاناتها مع المرض وهل كانت تتلقى خدمة جيدة داخل المستشفى أم لا؟، وكانت عجوز تقترب من الستين عاما جاءت إلى مستشفى النيل للتأمين الصحي لتدهور حالتها، وعلى الرغم من وجود 3 عيادات للقلب داخل المستشفى إلا أنها لم تجد أي طبيب داخل الثلاث غرف المخصصة لأمراض القلب.
"أزمة الأدوية"
وعلى منافذ صرف العلاج داخل المستشفى، زحام شديد انتظار المرضى لدورهم لصرف العلاج، وقال أحد المرضى الذي أجرى عملية زرع كلى ويحصل على أدوية شهرية من التأمين الصحي، إنه أثناء صرفه للعلاج أعطى له الصيدلي أدوية تقترب صلاحيتها على الانتهاء وباقي لها شهر واحد فقط وتنتهي، الأمر الذي أثار غضبه ورفض أخذ الأدوية وطالب بصرف أدوية أخرى له تكون مدة صلاحيتها كبيرة خاصة أن العلاج شهري وستنتهي فترة صلاحيته أثناء تناوله.
وبعد مشادات بين المريض والصيدلي القائم على صرف الأدوية بمنفذ البيع، صرف له الأدوية بتاريخ صلاحية يتبقى منه خمسة أشهر، مؤكدا أنه لا يعرف ظروف تخزين الدواء خلال العام ونصف العام المنصرم وما إذا كانت ظروف أمنه لم تفسد الدواء أم لا، مشيرا إلى أنه ليس أمامه سوى أخذ الأدوية من التأمين الصحي لأنها تباع في الخارج غالية الثمن فتكلفة الأدوية لو اشتراها من الصيدليات تبلغ أكثر من 2000 جنيه فالعبوة الواحدة تبلغ 176 جنيهًا ويحصل على خمس عبوات منها طوال الشهر وهي عقار "سانديميون نيورال" يستخدم في حالات زرع الكلى لمنع رفض الجسم لها، بالإضافة إلى عقار آخر "سيل سبت" يباع خارج التأمين الصحي بالصيدليات بـ 990 جنيها - حسبما كان مكتوبا على ظهر علبة الدواء.
على جانب آخر، كان يوجد عدد من المرضى على منافذ صرف أدوية السكر ونشبت مشادات كلامية أثناء جولة «فيتو»، بين القائمين على صرف الأدوية وعجوز نتيجة تعليق ورقة على الحائط تفيد بضرورة وجود صورة من الروشتة الأصلية الخاصة بالدواء مع المريض، الأمر الذي أدى لغضب المرضى وقاموا بتمزيق الورقة المعلقة لأنهم ليس معهم غير نسخة واحدة من الروشتة حسب ما يكتبها لهم الطبيب.. وبسؤال المرضى عن السبب في ذلك ردوا قائلين: "مش عارفين غاويين يتعبونا ويلففونا وخلاص".
"معاناة مرضى السكر"
وأكد مرضى السكر وجود صعوبة في الحصول على العلاج الشهري لهم، بالإضافة إلى عدم وجود الأدوية باستمرار مع بداية كل شهر، موضحين أن الأدوية التي تصرف لهم لا تشفيهم ولا تخفف عنهم آلامهم وليس لها جدوى وفعالية، ويتم صرف بدائل الأدوية لهم وليس الأدوية الأصلية، مشيرين إلى أن الصيادلة والأطباء داخل المستشفى يعللون ذلك بأن هذا هو الموجود والمتوفر ولا يوجد غيره.
وأكد أحد المرضى، أنه عندما يكشف خارج التأمين يكتب له الطبيب أدوية منها على سبيل المثال "حبوب جلوكوفانس"، وعندما يكشف في التأمين الصحي يصرف لهم الأطباء أدوية أخرى ويعلل لهم بأنها بديلة وتعطي نفس التأثير، مؤكدين أنهم لا يشعرون بذلك ويصرف لهم أدوية لا يعرفونها غير فعالة.
وأفاد أحد المرضى، بأنه يخصم منه شهريا 70 جنيها من المعاش الخاص به، سواء جاء إلى التأمين وعولج فيه أم لا، الأمر الذي يضطره إلى الذهاب إلى التأمين للكشف وتحمل الأدوية التي يصرفها اضطرارا.
وعلى باب المستشفى، يجلس عجوز يبلغ من العمر ما يقرب من 70 عاما، وبسؤاله "مالك يا حاج؟"، أفاد بأنه مريض قلب وجاء إلى المستشفى للكشف وصرف العلاج الخاص به، فلم يجد الطبيب ووجد ممارسا عاما الذي رفض كتابة الأدوية الخاصة به والمكتوبة داخل كراسة التأمين الصحي وتصرف له شهريا، وكتب له مضادات حيوية ومسكنات وقال له "ده اللي موجود".