رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. "العقارب" جحيم بين صخور جنوب سيناء.. "الصفراء المضلعة "و "الشبث" أخطرها.. تعيش في أعالي الجبال وتنشط في الصيف.. إطعامها للأطفال الحل لمواجهة سمومها.. و"الحاوي" المنقذ الوحيد لضحاياها

فيتو



يمثل موسم الصيف كابوسًا على المقيمين بالمناطق الصحراوية. ليس للارتفاع الشديد في درجات الحرارة فحسب. بل لأن حياتهم تكون في خطر طوال أيام الصيف. حيث تكثر العقارب والثعابين التي تعد لدغتها قاتلة.


وتعتبر محافظة جنوب سيناء محافظة مترامية الأطراف. معظم أراضيها صحراوية مما تعد بيئة خصبة لتوالد وتكاثر العقارب بمختلف أنواعها.
وتنتشر في سيناء أنواع عديدة من العقارب أشهرها العقارب الصفراء ذات العقلة المضلعة ويتميز العقرب بأن عقلة الذيل مضلعة والعقلة الثانية من الذيل أكبر من العقل الأخري وسمكها متماثل في الذكر والأنثي ويصل طوله إلى 10 سم أو أكثر. والذيل أطول من الجسم. كما يوجد "الشبث" وهو سام جدًا ويوجد بأعالي الجبال وبالصخور وبالمناطق البعيدة وهو ضعف حجم العقرب الأصفر ولونه أسود قاتم ويتميز بسرعة الحركة.

ويقوم البدو في الغالب باستخدام الطب البدوي لعلاج لدغات العقارب. حيث يتم العلاج بطرق كثيرة تختلف من منطقة إلى أخرى ومن قبيلة إلى أخرى. فنجد أن بعض القري يتم علاج اللدغة بوضع قطعة من الفضة يتم جلبها من برقع العجائز مكانها والربط عليها بقطعة من القماش نحو 12 ساعة أو ليلة كاملة. ثم يتم فك قطعة القماش لنجد أن السموم كلها تم سحبها خارج الجسد والتصقت بتلك القطعة الفضية..
وهناك قرى أخرى تستخدم الكي في علاج اللدغات بعد پقيام أحد الأفراد بسحب السم من موضع اللدغ عن طريق المص بفمه. أو تشريح موضع اللدغ بإحدي الآلات الحادة أو شفرات الأمواس حتى يخرج السم مع الدم ثم يتم الكي وهذا النوع من العلاج يستخدم في نطاق ضيق. لأن الكي مؤلم جدًا للإنسان المصاب.
ومن أغرب أنواع العلاج للدغات العقارب هو قيام البدو بــ "حوي" أبنائهم من العقارب. حيث يقوم رجل غالبًا ما يكون كبيرًا في السن وهو في الأساس "محوي" بوضع قالب من السكر في فمه بحيث يحتوي على ريقه.. ثم وضعه في فم الطفل الصغير أثناء الرضاعة بشرط ألا يكون هذا الطفل تناول الطعام من قبل. ليصبح الطفل "محويا" ولا يتأثر بلدغ العقارب أبدًا. وأيضا لبدو جنوب سيناء، عادات غريبة في العلاج منها ما يسمى بــ "اللقونة" وهي شبيهة بالتطعيم للأطفال ولكن تطعيم من نوع خاص حيث يتم وضع عقرب صغير في النار حتى يشوي ثم يتم طحنها ووضعها في فم الطفل الرضيع أثناء الرضاعة. بحيث يصبح لديه مناعة أبدية ضد لدغات العقارب.
وأكد سليمان الجبالي من قبيلة الجبالية وأحد أهالي مدينة سانت كاترين أن هذا النوع من التطعيم ليس له أي أعرض جانبية أو أي تأثير ويشترط أن يكون أول طعام يصل إلى جوف الطفل ليعطي المناعة المطلوبة.
موضحا أن الشخص "الحاوي" يقوم بتلقين الطفل بعد بلوغه سن 3 سنوات ونصف عقرب صغير مطحون أو دبور ليكون أول لقمة يأكلها الطفل وتصل إلى جوفه عند هذا السن لتعطيه المناعة الكاملة مدى الحياة ضد سم العقرب والثعبان وغيرها من الحشرات السامة.
ورصدت عدسة " فيتو " أحد الأطفال وتدعى رؤية صلاح وهي تلقن بأول طعام وكان عبارة عن عقرب مطحون.
الجريدة الرسمية