رئيس التحرير
عصام كامل

"عمران" بين مقصلة "عصفور" وسندان قيادات "الثقافة".. "عرب" أجل تعيينه للإبقاء على أبوسعدة.. و"عصفور" استخدمه للإطاحة بالرجل الأقوى في الوزارة.. والمسابقة أدخلته "عش الدابير"

الدكتور جابر عصفور
الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة

سادت حالة من القلق والتربص بين أوساط قيادات وزارة الثقافة والمثقفين، منذ الإعلان عن اختيار اللواء أسامة عمران مسئول ملف الثقافة بالأمن القومى، كرئيس لقطاع مكتب وزير الثقافة في أبريل الماضى، خلفا للمهندس محمد أبو سعدة في عهد الدكتور صابر عرب وزير الثقافة السابق.


حكاية أسامة عمران
وكانت وزارة الثقافة أعلنت عن مسابقة، للتقدم لشغل درجة رئيس قطاع مكتب الوزير، بعدما طلب أبوسعدة رئيس القطاع آنذاك ورئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، إعفائه من رئاسته لقطاع مكتب الوزير بسبب ظروفه الصحية، والغريب أنه لم يتقدم للمسابقة أحد من داخل الوزارة من شاغلي الدرجات العليا، سوى شخص واحد من خارجها هو اللواء أسامة عمران.

ومرت الأيام ولم يحرك صابر عرب -وزير الثقافة السابق- ساكنا تجاه إنهاء إجراءات المسابقة، وذلك لأنه لايستطع الاستغناء عن أبو سعدة، ويريد الاحتفاظ به طوال فترة وجوده في منصبه باعتبار أبو سعدة رجله الأول والأقوى في الوزارة.

عصفور يبارك
وباختيار الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الحالى في الحكومة الجديدة للمهندس إبراهيم محلب في يونيو الماضى، سرعان ما سعى عصفور إلى تصفية كل قيادات الوزارة بدعوي " إعادة هيكلة المنظومة الثقافية"، والتي وصفها عدد من المثقفين والكُتاب بأنها تصفية الحسابات القديمة، بداية من عودة طارق نعمان رئيس للجنة الشعب واللجان بالأعلى للثقافة، مرورا بالدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وإعادة أبوسعدة كرئيس لقطاع صندوق التنمية، ورشا إسماعيل رئيسة المركز القومى للترجمة السابق، نهاية بالتصديق رسميا على قرار تعيين اللواء أسامة عمران كرئيس لقطاع مكتبه في يوليو الماضى.


"فخ" قيادات الثقافة
وبين ليلة وضحاها، يتبدل الوضع من حال إلى حال، وتشتعل الأزمة بين "عصفور" ورئيس قطاع مكتبه، والذي طالبه الأول بتقديم استقالته أو إقالته من منصبه، بعد نشوب سوء تفاهم بينهما، مما دفع الوزير إلى أن يعلن لعمران صراحة بأنه لن يستطع العمل معه.

وأكدت مصادر لـ "فيتو" أن الدكتور جابر عصفور يسعى للإطاحة برئيس قطاع مكتبه، معللا ذلك بأن عمران محسوب على القيادات الأمنية التي تشير ضمنيا إلى ما يسمى بعسكرة وزارة الثقافة، والرجوع إلى الدولة الأمنية.

وأوضح المصدر أن الأزمة تصل إلى ذروتها بين الطرفين، فعصفور لا يستطع إقالة رئيس مكتبه وذلك لأنه قرار مجلس وزراء، بالإضافة إلى أن عمران لم يمر على تعيينه سوى شهر واحد، وهذه مدة غير كافية للحكم على كفاءته وقدرته على إدارة العمل الثقافى.

وأشار المصدر إلى أن هناك بعض قيادات وزارة الثقافة يسعون إلى استبعاد عمران من منصبه، وذلك عن طريق حجب المعلومات عنه، حتى يظهر ضعيفا وغير قادر على إدارة الثقافة من منصبه، مضيفا أن الطرح الآخر لحل الأزمة هي تقديم عمران إستقالته، ولا أظن أن عمران سيتنازل بسهولة.
الجريدة الرسمية