دار الإفتاء المصرية تنشئ مرصدًا للفتاوى التكفيرية.. مستشار مفتي الجمهورية: محاولات لنشر فكر «داعش» في مصر.. دور وسائل الإعلام في الإنارة لا الإثارة.. وتكاتف قوى المجتمع ضروري لمواجهة الفكر ا
أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، على أهمية التصدي للفكر التكفيري والمتشدد، وضرورة تضافر الجهود للقضاء عليه، محذرًا من خطورة نقل الفكر التكفيري الـ"داعشي" إلى مصر في ظل الفتاوى والآراء التكفيرية التي انهالت على المجتمع المصري مؤخرًا، والتي تجد من يروجها ويدعو لها خاصة بين فئات الشباب.
جماعات متشددة تهيئ لفكر "داعش" في مصر
وأشار إلى أن بعض الجماعات والتيارات المتشددة في مصر وخارجها، يعملون لتهيئة البيئة الداخلية لتكون بيئة حاضنة لفكر "داعش" التكفيري عبر بث سمومهم بين فئات المجتمع المصري وخاصة الشباب.
وأوضح مستشار المفتي، أن مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء، رصد في الآونة الأخيرة عددًا من الفتاوى والمقولات التكفيرية التي انتشرت في مصر، وسط ترحيب ضمني من عدد من التيارات الفكرية المتشددة، والتي لا تدرك خطورة انتشار هذا الفكر الهدام الذي يهدف إلى هدم الدول والمجتمعات وإشاعة أجواء التطرف والإرهاب.
وقال "نجم"، إن الرصد المتأني والمستمر لمواقف وتصريحات عدد من الشخصيات التكفيرية في مصر إزاء فكر داعش التكفيري، يكشف عن وجود توجه بين تلك الشخصيات – سواء بشكل صريح أو ضمني – لنقل هذا الفكر إلى مصر والعمل على خلق البيئة الحاضنة له عبر استخدام عدد من الآليات والأدوات، وأهمها الفتاوى التكفيرية والمتطرفة.
ضرورة التكاتف لمواجهة الفكر التكفيرى
ودعا مستشار مفتي الجمهورية، جميع فئات المجتمع المصري، ومؤسسات الدولة المختلفة، والتيارات الفكرية والسياسية، إلى التكاتف لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد كيان الدول واستقرارها، ويشوه صورة الإسلام في الداخل والخارج، ويرسخ الصورة الذهنية المشوهة عن الإسلام باعتباره دين العنف والتطرف والإرهاب.
وأوضح "نجم"، أن دار الإفتاء استشعرت مبكرًا خطر الفتاوى التكفيرية والفكر المتطرف على المجتمع المصري، فبادرت بإنشاء مرصد للفتاوى التكفيرية، يعمل وفق منهجية علمية منضبطة بضوابط العلم والعمل الصحيح المنبثق عن الفكر الوسطي، حيث يقوم المرصد برصد كافة الفتاوى التكفيرية والمتطرفة ويعمل على تحليلها وفق منهج علمي رصين، يراعي السياقات الزمانية والمكانية للفتاوى ويقدم ردودًا علمية شاملة وموثقة، ومعالجات موضوعية.
دور وسائل الإعلام في الإنارة لا الإثارة
ودعا أيضا، كافة وسائل الإعلام إلى تبني نهج الإنارة لا الإثارة في تناول القضايا الدينية، واعتماد مرجعية الأزهر الشريف باعتباره الجهة المسئولة عن كل ما يتعلق بالدين الإسلامي في مصر، وعدم الالتفات إلى الأقوال الشاذة والمتطرفة من أجل إيصال رسالة الأزهر المعتدلة إلى المجتمع المصري والعالم الإسلامي.
واختتم الدكتور نجم تصريحاته، بالتأكيد على ثقته الكبيرة في قدرة الشعب المصري العظيم على التصدي لهذا التيار التكفيري المتشدد، مؤكدًا أن الأزهر الشريف برسالته الوسطية المعتدلة والمعبرة عن صحيح الدين الإسلامي، يمثل حائط الصد المنيع أمام تلك الأفكار القاتلة والمميتة التي تستهدف كيان المجتمعات العربية والإسلامية حول العالم.