رئيس التحرير
عصام كامل

مخاوف من تكرار سيناريو مقتل الجعبرى مع قائد "القسام" بتعليمات «مشعل».. محمد ضيف " قعيد" يزلزل دولة الاحتلال ويهدد عرش نتنياهو.. حماس تتخلص من معارضيها خوفا على مكاسبها.. 4 محاولات لاغتياله

فيتو

في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بقيادة خالد مشعل- المقيم في قطر- للتوصل إلى هدنة جديدة وإجراء مفاوضات غير مباشرة بوساطة القاهرة، لحل الأزمة المتفجرة في قطاع غزة يتمسك محمد ضيف قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، باستمرار المقاومة ضد الاحتلال.

المطلوب الأول
ويري المراقبون أن إصرار ضيف على رأيه ربما يعجل بتسليم رأسه لإسرائيل قريبا كونه الرجل الذي قضى مضاجع العدو وأعياه بهجماته النوعية منذ أواخر الثمانينيات وكبد الاحتلال خسائر فادحة خلال عملية الجرف الصامد بفضل الخطط العسكرية الناجحة وشبكة الأنفاق التي شنت من خلالها المقاومة عدة هجمات أصابت العمق الإسرائيلي إلى جانب ابتكار مجموعه جديدة من الصواريخ المتطورة محلية الصنع مثل جي 80 التي طال مداها تل أبيب وهددت مطار بن جوريون وأنه بات المطلوب الأول لإسرائيل داخل حماس.

سيناريو الجعبرى
وتابع المراقبون، أنه مثلما اغتيل الشهيد أحمد الجعبري في نوفمبر 2012 أثناء عملية عامود السحاب بعدما قصف العدوان الإسرائيلي منزله إبان عملية عامود السحاب بطريق الخيانة، فإنها من الممكن أن تتسلم إسرائيل رأس الضيف بنفس الطريقة عن طريق خالد مشعل، حتى يغلق الباب على ميلاد قائد عسكري جديد يأخذ من المقاومة ضد الاحتلال شعار له ولا يقبل بغير تحرير الأرض.

أكدوا أن موقفه يشبه موقف الجعبري عندما تحول إلى قائد عسكري ناجح وصاحب قرار داخل المكتب السياسي للحركة ليتحول مشعل إلى مجرد "طربوش".

مشعل صاحب مصلحة
أضافوا أن مشعل لن يتوانى في بيع الآخرين مقابل مصلحته الشخصية، وأن مصلحته تعلو فوق مصلحة الوطن، وما يؤكد ذلك مواقفه السابقة عندما باع علاقته مع سوريا وغامر بمستقبل المقاومة وفلسطين كلها مقابل التقرب من الدوحة وما خفي من مبالغ مالية ضخمة وضعت في أرصدته، لن تكون فلسطين الآن ضمن أولوية اهتماماته.

الأموال القطرية
ويرى المراقبون أن مشعل هو من وقع على اغتيال الجعبري بعدما نشرت عدة تقارير فلسطينة كشف أحداها، أن القيادي في كتائب القسام الذي اغتالته إسرائيل أواخر عام 2012، أحمد الجعبري، عارض الخط الذي انتهجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالتقرب من قطر، وهو ما خلق خلافات كبيرة بين الرجلين.

ولفت التقرير إلى أن طهران وحزب الله رفضا استقبال مشعل، في حين أن الأولى استقبلت الجعبري، ما أغضب مشعل، الذي قال "ليس من حقه الذهاب إلى طهران، ومن ثم إلى لبنان وعقد لقاءات مع كادر الحركة في سوريا ولبنان دون علم المكتب السياسي".

القعيد الذي هدد عرش "نتنياهو"

محمد الضيف القائد العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تعرض لـ4 محاولات اغتيال بعدما أصبح يشكل خطرا مستمرا للجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بفضل الخطط العسكرية الناجحة الذي نفذها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أنه قعيد يلزم كرسيه المتحرك، إلا أن الصحف الإسرائيلية اعترفت بأنه عقلية عسكرية ماهرة، وكبد الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري حتى وضع الحكومة الإسرائيلية في ورطة وجعل الشعب الإسرائيلى يطالب نتنياهو بضرورة إنهاء الحرب وعودة الجنود من القطاع.

4 محاولات فاشلة
وعلي الرغم من أن كثيرين لا يعرفون شكل الضيف الذي يعتقد أنه في الخمسينات من عمره بعد أربع محاولات إسرائيلية على الأقل لقتله، كما أن الصور القديمة له نادرة لكن ما يعرف عنه أنه صاحب مواقف ثابتة تنادي بضرورة استمرار المقاومة حتى يتم تحرير الأرض معلنا رفضه للمفاوضات السياسية، قائلا: إن لا أحدا يملك الصلاحية ولا التفويض للتنازل عن حق الشعب الفلسطيني إلا بوقف العدوان الهمجي وقفا شاملا ونهائيا وفك الحصار الظالم عن قطاع غزة بلا قيد ولا شرط.

واعتبر البعض أن موقف الضيف جاء لكي ينهي مرحلة خالد مشعل وسحب التفويض منه سحبا نهائيا لا رجعة عنه، بالإضافة إلى رجوع حماس إلى محور المقاومة من جديد.

ولا تعلق «حماس» على صحة «الضيف»، وتقول إنه يسيطر بشكل كامل على جناحها العسكري منذ التسعينات، كما ذكرت التقارير الصهيونية أنه فقد إحدى عينيه وبعض أطرافه ويجلس على مقعد متحرك، وأن مكان اختبائه ما زال لُغزا وقال وزير صهيوني الشهر الماضي إن الضيف يختبئ في أنفاقه الخاصة منذ سنوات.

مسئول في المخابرات الصهيونية، قال لـ«رويترز»، إن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن «الضيف» يلعب دورا مهما في حرب غزة. انضم «الضيف» إلى حركة «حماس» التي كانت وليدة آنذاك خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 وسجنته إسرائيل في عام 1989.

وتقول بعض الروايات إنه أمضى أكثر من عام في السجن، وحصل على درجة الباكلوريوس في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة حيث كان يدرس الفيزياء والكيمياء والأحياء. كما أبدى الضيف ميلا للفنون.

ومع صعوده داخل حماس تصدر الضيف قوائم المطلوبين في الكيان الصهيوني على مدى عقود وألقيت عليه شخصيا مسئولية مقتل عشرات الصهاينة في تفجيرات انتحارية.

وتعلم الضيف صناعة القنابل على يد يحيى عياش المعروف بكنيته "المهندس"، وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام. ورغم الجهود المضنية لتفادي الاغتيال نجحت دولة الاحتلال في اغتيال عياش عام 1996 في غزة عن طريق زرع متفجرات في هاتف محمول.
الجريدة الرسمية