رئيس التحرير
عصام كامل

«شبح العزوبية» يطارد العالم.. «48 مليون عازب جديد» بحلول عام 2020.. الاقتصادات الناشئة تضاعف الأعداد.. الظاهرة أكثر تكلفة للمجتمعات.. و«العازب» أكثر عرضة لقضاء أوقات الفر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"العزوبية" شبح يطارد جميع الفئات الغني والفقير على مستوي الدول العربية أو الغربية، استمرارا لحصر مشهد انتشار العزوبية أعلنت دائرة الإحصاء الاجتماعى في بلدية ميلانو أن عدد العزاب وغير المتزوّجين (من الرجال والنساء) في المدينة بلغ ضعف عدد المتزوجين والمتزوجات في المدينة، وبلغ عدد الذين يعيشون بمفردهم في المدينة 379.035 مواطن، فيما بلغ عدد المتزوجين 164.435 زوج.


و في هذا السياق توقعت "يورومونيتور" (شركة أبحاث) أن عدد السكان المنفردين سيزيد 48 مليون شخص بحلول عام 2020، بارتفاع يبلغ 20 في المئة، ما يعني أن حياة العزوبية ستكون المجموعة المنزلية الأسرع نموًا في معظم أنحاء العالم، كما أظهرت الدراسة أن العزوبية أصبحت صيحة واضحة في الغرب الغني، فنصف البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية غير متزوجين وهو ارتفاع بنسبة 22 % من عام 1950، كذلك يعيش ما يقارب 15 % من السكان لوحدهم، في ارتفاع بنسبة 4%.

تضاعف العزاب

و في مجال الاقتصادات الناشئة يتضاعف أيضًا عدد العزاب، وهم يغيرون أنماط الاستهلاك، ففي البرازيل ارتفعت المبيعات السنوية لوجبات الطعام الجاهزة، التي يفضلها العزاب، أكثر من الضعف في السنوات الخمس الماضية، لتبلغ 1.2 مليار دولار أما مبيعات الحساء فتضاعفت ثلاث مرات.

عوامل العزوبية

على الرغم من انتشار ظاهرة العزوبية عالميا إلا أن العوامل التي تؤدي إليها مختلفة، ففي البرازيل تقود رئيسة البرازيل العزباء ديلما روسيف بلدًا حيث التصنيع السريع تأثر بوضع الأشخاص الذين يتزوجون في وقت متأخر. أما النساء في اليابان فيرفضن مقايضة حياتهن المهنية بقيود الزواج، حتى في إيران الإسلامية، يفضل بعض النساء التعليم على الزواج، فيستغلن قوانين الطلاق الجديدة أو يلبسن خواتم الزفاف الوهمية لتأمين السكن الانفرادي.

بينما في الصين والهند تختلف الصورة تماما حيث تصبح أكثر إثارة من حيث التفنن في اختيار الأطفال الرضع الذكور يعد بجيل من العزاب مع تضاؤل احتمالات الزواج، العكس صحيح بين الأمريكيين من أصل أفريقي، فنظام السجون في أمريكا يمس واحدًا من كل تسعة رجال سود تتراوح أعمارهم بين 19 و34، ما يضيق الخناق على السوداوات اللواتي لا يتزوجن غالبًا من خارج مجموعتهن العرقية.

تفسيرات العزوبية

و أشارت الدراسة إلى أن هناك ثلاثة تفسيرات لهذا الواقع أولها تتزوج المرأة غالبًا في وقت متأخر مع تحسن فرصها المهنية، ثانيًا، بفضل زيادة معدل العمر، تعيش النساء اليوم أطول من شركائهن أكثر مما فعلت أرامل الأمس، ثالثًا، بسبب تغير المواقف الاجتماعية في بلدان كثيرة أصبحت مكافآت الزواج (الضمان المالي والعلاقات الجنسية والعلاقة مستقرة) متوافرة خارج السرير الزوجي.

سلبيات العزوبية

و جدير بالذكر أن انتشار العزوبية يؤدي إلى سلبيات كثيرة فالأسرة المؤلفة من شخص لديها بصمة كربونية أكبر من المساكن المشتركة وتزيد من تكاليف السكن، كذلك يميل الأعزب إلى إنجاب عدد قليل من الأطفال، ما يزيد من العبء على الشباب لدعم شيخوخة السكان، ويبدو أن الأعزب أكثر ضعفًا من غيره، بالتالي أكثر تكلفة للمجتمع من أولئك الذين يحظون بشريك. أكدت دراسات كثيرة على الفوائد النفسية والصحية للعلاقات الرومانسية المستقرة.

مع ذلك، قد تكون هذه المخاوف مبالغًا فيها، فمصطلح «أعزب» يجمع غير المتزوجين كلهم في سلة واحدة، ما يجعل من الصعب التمييز بين المنعزلين الحقيقيين وأولئك الذين يتعايشون خارج إطار الزواج أو يعيشون مع الأصدقاء أو العائلة. حتى أولئك الذين يعيشون وحدهم ليسوا بالضرورة منعزلين. يقول إريك كلينينبيرج، عالم الاجتماع في جامعة نيويورك ومؤلف كتاب صدر حديثًا بعنوان «العيش وحيدًا»: «عيش المرء بمفرده، والعيش وحيدًا والشعور بالوحدة هي ثلاث حالات اجتماعية مختلفة».

وبعيدًا عن كونهم منعزلين، يقول كلينينبيرج، العزاب أكثر عرضة لتمضية بعض الوقت مع الأصدقاء والجيران، والتطوع في المنظمات المدنية، يفسر هذا الواقع سبب تكاثر العزوبية في الأماكن التي تتبلور فيها هذه الشبكات، بحلول عام 2020، تتوقع «يورومونيتور» أن ما يقارب نصف الأسر في السويد سيتألف من شخص فقط.
الجريدة الرسمية