جمعة رابعة.. جمعة الدم
ما فعلته الجماعة الإرهابية خلال الأيام القليلة الماضية، أكبر مبرر لفض اعتصامى رابعة والنهضة؛ فالإرهاب قد طال كل مكان.. قنابل مزروعة في الطرقات وأعلى الكبارى.. حرق أتوبيسات، وعربات شرطة.. حرق أقسام شرطة ومبانٍ حكومية.. قتل مواطنين عزل في الشوارع.. تفجير أبراج الضغط العالى، وتفخيخ أكشاك الكهرباء.. قطع الطرق والسكك الحديدية وحرق ممتلكات عامة وخاصة.
هؤلاء هم من رفعوا شعار «نحمل الخير لكل الناس» فماذا لو كانوا يحملون شرا؟!.. تلك هي الجماعة التي كانت تحكم مصر، وهذه هي العصابة التي أرادت أن تستمر في حكم وطن بحجم مصر.. وهذه هي الطغمة التي كانت تخطط للبقاء خمسمائة عام كما قال محمد مرسي، فماذا لو استمروا سنة أخرى؟!
إن ما فعلته وتفعله الجماعة كل يوم يؤكد أن الاجتثاث هو الحل الوطنى الذي يجب أن نجاهد من أجله.. جماعة تواجه شعبا هل نتركها هكذا، وهل نبقى على متعاطف واحد معها؟ أتصور أننا بحاجة إلى إعمال القانون، والقانون يحاكم المحرض مثل القاتل، ويحاكم الداعم مثل القاتل، وجماعة الإخوان إرهابية تمارس إرهابها علانية دون مواربة، وتعلن عن خططها في القتل والحرق، وكأنها تعلن عن خطة مدرب كرة قدم لفريقه.
لم يعد مقبولا أن تظل كلمة «لكن» التي يرددها البعض في معرض دفاعه عن الإرهابية؛ فكل متورط في الدفاع عنها هو قاتل بالمشاركة، وهو إرهابى فعلى يعمل ضد الوطن والمواطنين.. لم يعد مقبولا أن نتحدث عما كان ينبغى أن نفعله باعتصام رابعة، بعد أن ثبت أن الحل الأمثل هو ما حدث رغم الضحايا.
لو استمر هذا الاعتصام لأسقط مصر في بحور من الدماء، ولو ظل لشهرين آخرين لتحولنا إلى سوريا أخرى، ولو استمر الدفاع عن هذه الجماعة؛ فإن الأخطار تحيق بنا.. مظاهر القتل والإعلان عن تشكيلات إرهابية في كل مكان هو المسوغ الأهم، لكى نعلن عن فخرنا بما فعلنا، وبما حققنا وبما أنجزنا، وسيكتب التاريخ أن أعظم إنجاز هو التخلص من هذه العصابة، وفض اعتصامى رابعة والنهضة الدمويين.
لا يجب أن تشغلنا ملفات الاقتصاد عن السياسة، ولا يجب أن نتناسى هذا السجل الإجرامى الذي سطرته الجماعة في كل مكان.. هذا التآمر على حرق مصر ومعاقبة شعبها.. هذه الخيانة، تلك العمالة لتحقيق انتصار وحيد، وهو إسقاط مصر وتجويع شعبها.. هذا الملف لا يمكن إغلاقه أو التستر عليه بعد أن أصبح وثيقة أخرى تضاف إلى السجل الإجرامى لجماعة بديع، وما تحمله من شرور، وآفات، وضغائن، وكراهية، وحقد، بثت سمومها في كل أصقاع الوطن.
إن توثيق تلك الجرائم من شأنه ألا يعيد الإرهاب مرة أخرى إلى السطح.. والتخلص من قادة الدم أصبح واجبا وطنيا بل واجبا دينيًا لحماية أمن البلاد والعباد والمقدسات.. إن الأمل يحدونى ألا نتورط في التفاصيل وأن نركز على توثيق الأعمال التخريبية التي تقوم بها جماعة الدم وتدعمها جماعات أخرى لا تزال طليقة !!