رئيس التحرير
عصام كامل

شكرًا للإخوان!!


نعم شكرًا للإخوان ألف مرة لأنهم ركبوا دماغهم، وتمسكوا بغبائهم ورفضوا كل المحاولات والوساطات الداخلية والخارجية لفض اعتصامهم المسلح في رابعة والنهضة، وأصروا وتمسكوا باستمرار هذا الاعتصام حتى تتم عودة مرسي إلى الرئاسة وإلغاء قرارات ٣ يوليو وخارطة المستقبل.

تخيلوا لو استجاب الإخوان وقتها لنداء المنطق والعقل ماذا كان سيحدث لنا؟!.. الأغلب ما كنا تخلصنا من شرور هذه الجماعة وظلت قائمة قانونا وما كانت حكومتنا اعتبرتها جماعة غير شرعية، ولاستمر معها أيضًا الحزب الخدعة الذي أسسته لتخوض به غمار الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية وكان أداتها في الوصول إلى حكم البلاد عام ٢٠١٢.

لو كان الإخوان استجابوا لنصائح الوسطاء والأمريكان والأوربيين لكان الإخوان موجودين الآن وبقوة على الساحة السياسية ولتوقفت الملاحقات الأمنية والقانونية لهم، ولما تمت محاكمة مرسي وبقية قيادات الإخوان في قضايا تخابر وعنف وقتل مثلما يحدث الآن.. بل لكان قادة الإخوان قد وجدوا سبيلهم بمرور الوقت بالخروج من السجن وعادوا مرة أخرى إلى الظهور في الفضائيات وعقد المؤتمرات الصحفية في أمان، وإجراء الاتصالات السياسية بالمسئولين في العالم كله علنًا!

لو كان الإخوان استجابوا لمن طالبهم بفض اعتصامهم المسلح في رابعة والنهضة لكانوا خاضوا الانتخابات بمرشح جديد للرئاسة، وعطلوا إصدار الدستور الجديد، ولما كان السيسي صار رئيسًا للجمهورية الآن، ولكان الإخوان يتأهبون الآن بهمة ونشاط لخوض الانتخابات البرلمانية آملين، في ظل خيبة الأحزاب المدنية، أن يستأثروا مجددًا بأغلبية المقاعد البرلمانية.

باختصار لو كان الإخوان قبلوا بفض اعتصامهم المسلح في رابعة والنهضة لكانت ثورة ٣٠ يونيو تم إجهاضها والإجهاز عليها تمامًا، ولكان الإخوان جاثمين على صدورنا حتى الآن، وربما عادوا للحكم بقوة وأكثر عنفًا في مواجهة من يعترض طريقهم أو ينتقد استبدادهم وفاشيتهم.

لذلك ألا يستحق الإخوان الشكر على غبائهم الذي منحنا الفرصة للتخلص من جماعتهم وشرورها؟.. إنها المرة الأولى الذي يفيدنا الغباء، غير أن غباء الأعداء دائمًا مفيد.
الجريدة الرسمية