مستشار بيل كلينتون السابق: رحيل المالكي فرصة محورية لمواجهة «داعش»
رأى ساندي برجر، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، أن رحيل نوري المالكي، من منصبه كرئيس وزراء للعراق وتولّي حيدر العبادي، مكانه يجب أن يعتبره القادة في كل من العراق ومنطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة بمثابة "فرصة محورية".
وعللّ «برجر»، في مقال نشرته مجلة «تايم» الأمريكية، تقاعُس الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إعطاء الأوامر بشن ضربات جوية على نطاق واسع في العراق تحت قيادة المالكي، بأنه تخوف من أن يرى السُنة في العراق، الغاضبون من طائفية المالكي الظاهرة، هذه الضربات الأمريكية كما لو كانت من جانب المالكي وهو ما من شأنه أن يُقرّب هؤلاء السُنة أكثر وأكثر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
أما وقد رحل المالكي، يقول «برجر»، فإن الفرصة أتاحت شركاء لأمريكا على الأرض، ولن يكون الطريق سهلا لكنه واضح، ثمة خطوات لابد أن تتخذها أمريكا، مثل دعْم العبادي في تشكيل حكومة قوية شاملة تضم ممثلين عن السُنة والأكراد، والعمل مع عبادي للبدأ في عمل إصلاحات من شأنها إقناع الآخرين بأن المشاركة حقيقية وليست صورية، كتعيين وزير للدفاع أو الداخلية من السُنة؛ ودعْم إعادة بناء قوات الأمن العراقية، وتحييدها سياسيا؛ والتواصل مع شركائنا الإقليميين.
ورأى صاحب المقال في هذا الصدد أن الفرصة محورية أيضا لدول مثل السعودية والأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة تماما كما هي بالنسبة لأمريكا؛ فالسعودية تربطها علاقات وثيقة مع قبائل سُنية عراقية، لكن وجود المالكي في السلطة كان حائلا دون نشاط تلك العلاقات.
ومن الخطوات التي يتعين اتخاذها أيضا العمل مع الحكومة العراقية الجديدة والشركاء الإقليميين لاستعادة دعم الجماعات السُنية في الشمال ممن يقفون على التهديدات التي يفرضها وجود تنظيم داعش.
ورأى «برجر»، أن السُنة هم أفضل من يواجهون متطرفي السُنة، لكن هذا يتطلب إستراتيجية سياسية وعسكرية وهي لن تؤتي ثمارها إلا عندما يشعر هؤلاء بالأمان والمشاركة الحقيقية في مستقبل العراق.
وأكد «برجر»، أنه إذا كان تنظيم داعش في الوقت الراهن مشغولا بتوطيد أركانه في الشرق الأوسط، فإنه ولا شك سوف ينظر في أمر أعدائه البعيدين في وقت لاحق.
ورأى الكاتب أنه يتعين على أوباما في الوقت الراهن لفت أنظار الأمريكيين لما يمثله تنظيم داعش من خطر عليهم بعد أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط.
ونبّه «برجر»، إلى أن الأزمة في العراق ليست بمعزل عن أزمة سوريا، مُرّجحا تقهقر مسلحي "داعش" حال دحْرهم في العراق إلى ملاذهم الآمن في سوريا «لكن حلفاءنا الطبيعيين في سوريا، أولئك الذين يعارضون كلًا من تنظيم داعش ونظام الأسد، هم الآن أضعف من أي وقت مضى، ومن ثم يتعين للإجهاز على داعش أن نُسرع وتيرة دعمنا لحلفائنا في سوريا».
وأكد الكاتب مرة أخرى في ختام مقاله على وعورة الطريق، لكن الباب قد انفتح برحيل المالكي وإذا لم نخرج الآن دافعين الشعب الأمريكي وحلفاءنا صوب تحقيق مصالح مشتركة، فإن الباب سينغلق في وجهنا ومن خلفه المستقبل سيضحي أكثر ضبابية وغموضا.