بالصور.. «كوم الناضورة» الأثرية تحت حصار الورش والقمامة.. محمد علي أنشأ بها مرصدا فريدا لمراقبة ميناء الإسكندرية.. التل شاهد على العمارة الإنجليزية.. ورئيس الحي: صدر 30 قرار إزالة تم تنفيذ 2
طالب عدد من المهتمين بالمناطق الأثرية بالإسكندرية، بضرورة الحفاظ على ما تبقى من آثار بمنطقة كوم الناضورة بالإسكندرية التي تحوي صهاريج المياه، وبها باب خوخة، وهو الوحيد من نوعه الباقي في مصر، وكان آخر إحصاء لصهاريج المياه تم على يد علماء الحملة الفرنسية 1798 كان 307 صهاريج وآخر استعمال كان 1899م.
القمامة والورش تحاصر المنطقة الأثرية:
وقال إبراهيم أحمد، أحد الذين أطلقوا الدعوة للحفاظ على تل كوم الناضورة الأثرية الواقعة في المنشية التابعة لحي الجمرك، إن المنطقة تعاني من مشكلات عديدة، أبرزها حظائر تربية وتسمين الحيوانات والورش الصناعية والمسابك التي تنبعث منها أبخرة ضارة، إلى جانب أسوارها المحطمة التي تتناقص حجارتها يوميًا بفعل عوامل التعرية الجوية.
وأضاف أحمد: أنه لو تم الاهتمام بالمكان والحفاظ عليه كان من الممكن أن يكون مزارا سياحيا حقيقيا، لما يتميز به كمكان تاريخي منذ عهد محمد علي، ولوجود صهاريج وآثار به ذات قيمة عالية.
وأشار محمد مصطفى، مدير عام آثار الإسكندرية، إلى أنه يجب إزالة جميع التعديات الواقعة على منطقة كوم الناضورة الأثرية، والبالغ مساحتها 8 أفدنة، وهذه التعديات تتمثل في قيام الأهالي ببناء «زرائب» لتربية وتسمين الحيوانات وإقامة ورش لصب الحديد الزهر على مساحة كبيرة من المسطح الأثري، وخاطبنا جميع المسئولين للإزالة ولكن لم يتم تنفيذ أي قرار بالرغم من تطوير التل الأثري بمبلغ مليون ونصف، والتعديات لا تزال موجودة.
أهمية المنطقة الأثرية:
وأوضح مصطفى، أهمية تل كوم الناضورة الأثري بأن محمد علي أنشأ مرصدًا مميزًا في طرازه لمراقبة حركة الميناء، وبها عدد كبير من الصهاريج الخاصة بالمياه وهي صهاريج أثرية ذات تصميم فريد، كما أن التل اجتذب المأمور الإنجليزي في عهد الاحتلال الذي أنشأ ثكنته أعلاه وهي أيضًا ذات تصميم راق ومتانة خاصة مع استخدام الروابط المعدنية التي تميز الطراز الإنجليزي عند الزوايا.
وذكر أن هناك فتحة دائرية «خرزة» اتساع فتحتها 80 سم، والفتحة تؤدي إلى حجرة مستطيلة الشكل طولها 8م وعرضها 3.30م وارتفاعها 2.87م وسقفها عبارة عن قبو برميلي، والحجرة والسقف مبنيان من الحجر الجيري متوسط الحجم ويعلو جدرانها طبقة من الملاط الوردي، وينتصف الجدران من الجهة الشرقية مكان لوضع الأقدام، تستخدم للصعود والهبوط داخل الحجرة التي يرجح أنها كانت تستخدم كصهريج للاحتفاظ بالمياه أثناء أحد العصور الفاطمية.
كما أن كوم الناضورة هو تل تراكمي تكون عبر الزمن ويعرف بـ«كوم وعلة» نسبة لعبد الرحمن بن وعلة السبئي المصري، صاحب ابن عباس رضي الله عنه، وهو صاحب المقبرة الشهيرة هنا، ثم تلاه في العصر الفاطمي استخدام المنطقة كمقابر للشخصيات الإسلامية، كما توالت عليه المباني التي أنشأها الولاة والملوك ومن بعدهم المحتلون.
وأشار إلى أن من بين المباني التي أنشئت عليه طابية «كافريللى»، التي أنشئت في الفترة من 1798 حتى 1801، وسميت بذلك نسبة إلى «دوفالجا كافاريللى» أحد القادة المشرفين على الأعمال الهندسية للحملة الفرنسية، وهي من الحجر الجيري ويتوصل إليها عن طريق سلم هابط، وهي عبارة عن حاصلين «غرفتين» مقببتين بقبو برميلي الشكل ويفتح بكل منهما مزغل «شباك صغير» يطل على الجهة الغربية، وبينهما ممر ومرصد محمد علي المقام أعلى طابية كافاريللى من الحجر الجيري والآجر، ويتكون من أربع حجرات ويعلو البناء مرصد صغير مثمن الشكل وثكنة المأمور الإنجليزي التي كانت مخصصة للمأمور الإنجليزي وتتكون من 3 حجرات وصالة وتتميز بطراز العمارة الإنجليزية وأنشئت عام 1926.
من جانبه قال أحمد أبو طالب، رئيس حي الجمرك، إنه صدر 30 قرار إزالة لأصحاب هذه الزرائب والورش في كوم الناضورة، وتم تنفيذ نحو 24 قرار إزالة منها، ولكنهم يعودون مرة أخرى، ولكن ستتم إزالة جميع التعديات حتى تتمكن هيئة الآثار والمتاحف من أداء دورها.