الهجرة إلى الغردقة هي الحل !!
للهروب من هذا الجو الحار ومن حملة الانقطاع المستمر والمستفزة للكهرباء، أقترح على الشعب المصري أن يهاجر إلى مدينة الغردقة حيث توجد الحرارة المقبولة والكهرباء المستمرة بدون انقطاع والماء والخضرة والوجه الحسن.
هذا ما وجدته بالفعل في الغردقة على مدى 8 أيام متصلة وتحديدًا في قرية " فورت أرابيسك " التي تبلغ مساحتها 40 فدانا على خليج مكادي في طريق سفاجا.. وبعد يومين أو ثلاثة من التواجد في هذا المكان بدأت أسأل وأستفسر عن السر في عدم انقطاع الكهرباء بالشكل الذي هو موجود عليه في القاهرة والصعيد ووجه بحري، وعلمت أن أصحاب القرية يعانون كثيرا من هذا الموضوع ويستهلكون سولارًا بكميات كبيرة للغاية من أجل توليد الطاقة بمولدات خاصة؛ ولذلك فهم يكونون غالبا عرضة للاستغلال من أباطرة السوق السوداء.
وعقب العودة إلى القاهرة دخلت في طابور المعاناة اليومي بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستفز ومقزز.. ولذلك سألت نفسي.. لماذا لا نهاجر جميعا إلى الغردقة حيث المساحات الشاسعة التي تستقبل أي عدد ويكون ذلك على حساب الحكومة حتى يتم حل أزمة الكهرباء بشكل نهائي ووقتها يمكن أن نعود من جديد.. فالهجرة إلى الغردقة ستزيد بالطبع من عملية تنشيط السياحة وأيضا ستهون على الجميع المعاناة في عدم انقطاع الكهرباء ثم ستزيد من ارتفاع أسهم الحكومة حيث سيقول العالم كله وقتها إن هذه الحكومة هي الأولى في العالم التي تهتم برفاهية شعبها من خلال تهجيرهم إلى الأماكن السياحية التي ليس بها انقطاع للكهرباء.
بالطبع هذا الكلام من المستحيل أن يحدث وإذا حدث فلن يكون إلا في الأحلام ولكن هو مجرد " كلام " يفضفض به كاتبه كنوع من التعبير عن الضيق والحزن لما يعيشه ويلمسه يوميا بسبب أزمة انقطاع الكهرباء.
وإذا تحدثنا بدون أحلام يجب أن نعترف بأن الفشل هو المعيار الأساسي الذي يسير عليه وزير الكهرباء على الأقل ومن بعده رئيس الحكومة في علاج هذه الأزمة.. فطريقة تخفيف الأحمال لا تعبر إلا عن الفشل.. وطريقة معالجة الأزمة لا تعبر إلا عن العجز.. ورغم الاعتراف بأن هناك ضيقًا مكتومًا من الغالبية العظمى للشعب المصري بسبب هذا الموضوع، إلا أن ثقة الحكومة في أن الشعب سيتحمل هي ثقة وهمية لأن التحمل لا يكون بهذه الدرجة المستفزة في أحد أهم أساسيات الحياة.
يا سادة يا كرام.. ارحمونا يرحكم الله.. فالأطفال والكبار والمرضى والفقراء لا يمكن أن يتحملوا أكثر من ذلك معاناة.. ارحمونا يرحكم الله أو " هجرونا " إلى الغردقة..!!
Gebaly266@yahoo.com