مقال أوفلاين
هل تعلم أن الكهربا لما بتقطع، النور بيقطع وياها بالتبعية؟ عارف إنها نكتة بايخااااة وقديماااة، طيب إيه الجديد؟ هل تعلم أن الكهربا لما بتقطع وإنت سيد العارفين إن كُل قطع كهربا وقطع كهربا بينهم وبين بعض قطع كهربا، تعرف حضرتك بقى إنها لما بتقطع بيقطع معاها حرارة التليفون الأرضى وبالتالى النت؟ وتصدق سيادتك إن شبكات المحمول كمان بتتعطل، والراجل ابن المحظوظة هو اللى يقدر يعمل مُكالمة وقت قطع النور؟!
يعنى باختصار قطع الكهربا يُصاحبه عزلة تامة عن العالم، وتحويل الشارع أو البيت أو النادي أو المقهى إلى مقابر، مفيش حتى نسمة هوا من مُكيف أو مروحة، وبالمناسبة الله في عون أصحاب المُكيفات خصوصًا اللى شاريينها بالقسط، الراجل بيدفع أقساط في شيء لا يستفيد منه؛ لأن الكهربا بتقطع لما الحرارة تزيد، والحاجة للمُكيف بتتضاعف في الوقت دة، ويقعد صاحبنا يتفرَّج على المُكيف لو عرف يشوفه في الضلمة طبعًا، وهو بيغنى له خُدنى لحنانك خُدنى، والمُكيف طبعًا جُثة معفنة زيه زى اللى قاعد قدامه، وحتى اللى ربنا كارمه وجايب مولِّد كهربا، ميقدرش يشغَّل عليه المُكيف، وآخره مروحة من بتوع إعلانات رنين، اللى هي المروحة بـ200 جنيه، والمروحتين بـ220 جنيه، والستاشر مروحة بـ190 جنيه، طيب المُشكلة مش في المراوح حضرتك، إن كان على المراوح إحنا نقدر نملا البيت مراوح، بس نشغَّلها إزاى؟!
يُصاحب ذلك قيام الإرهابيين التابعين للجماعة الملعونة إياها بتفجير أبراج الضغط العالى، وإجراء أعمال التخريب في محطات الكهربا، كأن الكهربا ناقصة قتلى، وهو في الواقع نوع من الضرب في الميت، وأكيد (القرضاوى) مفتى الناتو وصاحب الفتاوى المؤيدة لإسرائيل والمُهاجمة لمصر هو الذي أفتى لهم بإن الضرب في الميت حلال الحلال، فالحرام والحلال أصبح أمرًا نسبيًا عند (القرضاوى) و(وجدى غنيم) وأمثالهما من شياطين الدعوة المتمسحين زورًا وبهتانًا بالإسلام، يوسعونه ويضيَّقونه حسب غدوة النهاردة اللى أكلوها في قطر، وبالتالى حسب مقاس لا مؤاخذة.. إحم واللا بلاش!
الغريب إنك لما تتابع شكاوى الناس من انقطاع الكهربا تُلاحظ أمرين، الناس العادية زهقانة ومن حقها تزهق لأن الأمر يزهَّق (مُعادلة منطقية جدًا)، لكنهم صابرين على حال بلدهم لا على طريقة (إدوا لمُرسى فُرصة، دة مستلمها خرابة، دى التركة تقيلة، معندوش صلاحيات) وهى طريقة دلاديل الجماعة أيام قطع الكهربا في عهد المقبور السابق، وهُم يدافعون عن الضلمة ويحبوها كأنها أمهم اللى ولدتهم من بطنها، أقول تتابع الأمر فتجد ثورة وغضبًا مكتومين في النفوس على أمل أن القادم أفضل، أما إخواننا المسخناتية دلاديل الجماعة فيدعون دُعاءً حارًا على قاطعى الكهرباء سواء كانت حكومة أو رئيسًا، رغم أنهم هُم مَن كان يدافع عن قطع الكهرباء ويرون فيها فوائد تطوِّل العُمر وأشياء أخرى أيام المقلوع بتاعهم، يعنى خلاص دلوقتى الضلمة مبقاتش حبيبتك؟!
بلغت البجاحة بواحد منهم أيام (مُرسى) أن قال لى: كُل المساجد فيها مُكيفات، الراجل معذور والدولة ربنا يكون في عونها، وهو الآن يتناسى مُكيفات المساجد، وعُذر الدولة، بل ويُشارك مع دعوات الانقطاع لاستخدام الكهرباء بطاقتها القصوى في البيوت والمحال في أوقات الذروة، من أجل إحراج الحكومة، وقطع الكهرباء للتنكيد على الشعب، ومَن يُعادى الشعب فهو ليس منه، هذا كلام المنطق وليس كلامى، وهذه دعوات معروفة نُشرت في كُل وسائل إعلام الجماعة، بدايةً من شبكات رصد وصفحات الفيس بوك التابعة لهم، نهايةً بالمأمأة على تويتر (الناس كُلَّها بتغرَّد هناك، لكن دول بيمأمأوا كُلٌ حسب طبيعته وصنفه)، يعنى إنت تبذل كُل جهدك لقطع الكهربا على الناس، وكمان على نفسك (متآمر وغبى) وبعدين تشتكى!
المُهم نرجع لموضوعنا، ونفسى أفهم ليه حرارة التليفون العادى بتقطع مع قطع الكهربا؟ هي الحرارة بتشتغل بالكهربا؟ طبعًا دة مش بيحصل في كُل المناطق، لكنه بيحصل ـ والله العظيم ـ في منطقتنا، والأكادة إن ممكن الكهربا ترجع، وتفضل الحرارة فاصلة بالنُص ساعة، ومعاها النت أكيد، يعنى تقعد حضرتك تقطَّف ملوخية أو تقشَّر بصل مستغلًا عودة الضيف العزيز المُسمى بالكهربا قبل ما تقطع تانى بسرعة، على أساس الإيد البطَّالة نجسة، لكن أكيد مش في نفس درجة الإيد المقززة إياها بتاعة صوابع (أردوغان) دى!
يا حكومة.. في عرض دين النبى، شوفوا حَل، استوردوا وقود، استلفوا كهربا أو وصلوها من الجيران، أو بالأصح جيران الجيران علشان جيراننا كلهم بيوتهم اتخربت، اعملوا ساندوشتات حلاوة بالقشطة، المُهم أزمة الكهربا دى لازم تتحل بالطول أو بالعرض، وإلا لو تحققت كُل إنجازات الدُنيا في البلد (معرفش إزاى من غير نور) فهى لا تسوى شيئًا بجوار الضلمة والحَر والمائة عام من العُزلة اللى إحنا عايشينها من أول ما بدأ الموال الأزرق بتاع القَطع دة، طب تصدق إن الواحد مش عارف حتى يشوف الزراق بتاع الموال المذكور من كُتر الضلمة؟!