رئيس التحرير
عصام كامل

ألمانيا تبدأ حرب استرداد الكرامة.. "برلين" تشعل سباق التجسس مع واشنطن بالتنصت على اتصالات "كيري".. "سيدة أوربا" تسعى لاستعادة ثقة مواطنيها في قدرات مخابراتها.. 45 % من الألمان يكرهون "أمريكا"

المستشارة انجيلا
المستشارة انجيلا ميركل وادورد اسنودن وجون كيرى


يبدو أن أحفاد "هتلر" يريدون استرداد كرامتهم التي أهانتها المخابرات الأمريكية، بعد أن كشف "إدورد أسنودن" تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على المستشارة "انجيلا ميركل" وملايين الألمان عبر اعتراض اتصالاتهم الهاتفية وتسجيلها بحجة حماية أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من هجمات إرهابية.


واعتبرت "برلين" ولاسيما أحزاب المعارضة الألمانية، أن تجسس واشنطن على المواطنين والمسئولين الألمان أمراً غير مقبول ، ورفضت كافة المبررات الأمريكية حول تعقب إرهابيين، مؤكدة أن المواطنين الألمان والمستشارة الألمانية "ليسوا إرهابيين" لتتجسس عليهم وكالات المخابرات الأمريكية.

ويبدو أن تجسس المخابرات الأمريكية على الألمان أدى لتزايد معدل كراهية الألمان للولايات المتحدة الأمريكية، إذ كشفت دراسة لأول مرة أن 45 من الألمان يكرهون الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عقب تجسس واشنطن على برلين.
وأكدت تقارير صحفية، أن المخابرات الألمانية بدأت في الرد على أرض الواقع، مشيرة الى أن حرب التجسس اشتعلت بين الجانبين خاصة من جانب ألمانيا التى ترى أنها سيدة أوروبا في الوقت الحالي وترفض أي تعدي على سيادتها.

وكشفت التقارير قيام ألمانيا بالتجسس على وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"، الأمر الذي اعتبره محللون أن الحكومة الألمانية تحاول الرد على التجسس الأمريكي لتستعيد ثقة مواطنيها وتعزز مكانتها في أوربا وأمام الرأي العام العالمي.

وأوضحت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، أن المخابرات الألمانية اعترضت اتصالاً هاتفيا واحداً على الأقل لوزير الخارجية الأمريكي "جون كيرى" عندما كان يجري مفاوضات في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

واعتبر محللون أن اعتراض المخابرات الألمانية لاتصالات كيري يتسبب فى إحراج برلين التى انتقدت واشنطن مرارا وتكرارا لتنصت الأخيرة على مواطنيها.

في السياق نفسه رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "لورا سيل"، فى رسالة بالبريد الالكتروني التعليق على تقرير مجلة دير شبيجل" الخاص بتجسس ألمانيا على وزير الخارجية الأمريكى".
كما كشفت تقارير صحفية ألمانية، أن برلين تنصتت على اتصال هاتفي لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلارى كلينتون "عندما اجتمعت في عام 2012 بالأمين العام السابق للأمم المتحدة "كوفي عنان" عندما كان يجري مفاوضات في "سوريا" وأراد أن يطلع كلينتون على المفاوضات .
وأكدت مجلة "دير شبيجل"، نقلاً عن مسئولين أمنيين، أن المخابرات الألمانية اعترضت اتصالات عدة مسئولين أمريكيين عبر الأقمار الصناعية بشكل غير مقصود.
ورفضت الحكومة الألمانية والمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي فى البيت الأبيض التعليق على تقارير الصحف الألمانية حول تجسس المخابرات الألمانية على المسئولين الأمريكيين.
ورأى محللون أن تقارير الصحف الألمانية حول تجسس المخابرات الألمانية على مسئولين مناورة ألمانية تهدف لتحسين صورة "برلين"، مؤكدين أنها ستخدم واشنطن التي تسعى إلى إزالة التوتر القائم مع ألمانيا حول التجسس على "ميركل"، مؤكدين أنه من المتوقع أن يتم تسوية الأزمة بتعادل الطرفين.

وتسعى إدارة الرئيس "باراك أوباما" الآن لاستعادة علاقتها مع الحكومة الألمانية لمواجهة ملفات ساخنة على الساحة الدولية، ولاسيما الأزمة الأوكرانية التى ترى واشنطن أن تلك الأزمة تتطلب التنسيق مع الأوربيين لمواجهة روسيا ومواجهة داعش التي أصبحت قنبلة موقوتة ترفض واشنطن مواجهتها بمفردها.
الجريدة الرسمية