لا أسهم ولا سندات
هذا هو الأداء.. هذه روعة الجدية.. روعة اتخاذ القرار.. فاق كل ذلك أداء أعرق وأكبر دول العالم، لم نر ذلك في تاريخ مصر المعاصر، أن يتبنى رئيس لمصر مشروعًا قوميًا هامًا يشرف عليه بنفسه.. يبدأ العمل في نفس يوم الإعلان عن هذا المشروع.. لا يكتفي برفع الأتربة بنفسه بل يدعو الشباب والأطفال لمشاركته.. والأهم وفي نفس هذه اللحظة يعلن اللواء أركان حرب سلاح المهندسين أن جميع المعدات جاهزة في الموقع.
أما تعليقي الوحيد الذي أتمنى أن يصل لسيادة الرئيس هو عدم طرح أسهم وسندات لهذا المشروع.. المشروع لمصر كلها وسيساهم فيه جميع المصريين ولا يخصص الإسهام في تنفيذه لعدد من المواطنين المساهمين - هناك وعاء كبير يشرف عليه الرئيس شخصيا وهو مشروع تحيا مصر، هذا الصندوق الذي سينمو ويزداد فوق كل تصور وسيغطي إن شاء الله احتياجات مصر بفضل أبنائها.
لقد طلب السيد الرئيس من المسئولين أن يتم الانتهاء من هذا العمل التنموي لقناة السويس في عام واحد بدلا من ثلاث سنوات.. لأنه يعرف أن اليوم هناك عمل لمشاريع يشرف عليها جيش مصر بثلاث سنوات.. لأنه يعرف أن اليوم هناك عمل مشاريع يشرف عليه جيش مصر بثلاثة أيام حيث يستمر العمل بثلاثة «ورادي» صباحا ومساءً وليلا، وفي العام القادم سنجد ثمار هذا الجهد ليس في مجال تنمية إقليم قناة السويس وسيناء فقط بل في مجالات عديدة أخرى في محافظات مصر جميعها..
وليتذكر المصريون ما حاق بالوطن في العام الأسود الذي حكم خلاله ذلك الرجل الخائن.. مرسي وأتباعه الذين اجتهدوا في تقسيم الوطن ووحدة أراضيه والتنكيل بالمصريين وزعزعة الثقة في الجيش والشرطة والاستقواء بالقتلة وأعداء الوطن وتغيير خريطة مصر الجغرافية والتاريخية والثقافية والدينية.
ليفتح المصريون أعينهم ويروا ما أعطاه الله لهذا البلد.. لقد أعطانا نهرا عظيما وموارد بترولية.. وطقسا يحسدنا عليه العالم.. أعطانا آثارا وتاريخا وحضارة.. أعطانا موقعا جغرافيا فريدا يربط ثلاث قارات وقناة تربط الشرق بالغرب لتكون هذه الأخيرة هي مصدر الرزق والغنى والرقي لبلادنا إذا أحسن استغلالها وتنميتها فهي شريان الحياة الذي يربط الشرق بالغرب ولا تستغني عنه بلد في العالم.
ولنفارق هذا الأداء بأداء عصر الرئيس الأسبق مبارك.. فمثلا مشروع ممر التنمية الذي وعد الرئيس السيسي ببدء تنفيذه خلال ١٨ شهرًا.. ظل حبيس أدراج الحكومات المتعاقبة على مدى عشرين سنة حاملا ختم «مش وقته» وكانت تكاليفه ذلك الوقت لا تتجاوز المليار جنيه - وصارت الآن عشرات المليارات لكن العائد يفوق هذه التكلفة بكثير جدا بعد أن ضاق الوادي بالكثافة العالية والتعديات وسيعطي أملا للأجيال القادمة.
ويمضي هذا المشروع في التنفيذ مع طرح مشروع تنمية المثلث الذهبي بصعيد مصر «سفاجا - القصير - قنا» الذي تبلغ مساحته ٦٠٠٠ كيلومتر مربع، ويسهم في تنمية هذه المناطق صناعيا وزراعيا وتجاريا وسياحيًا.. وأذكر كذلك مشروعا تعثر سنوات طويلة وهو استغلال الرمال السوداء الموجودة في ١١ موقعا في مصر تنتج هذه الرمال ستة معادن رئيسية منها مواد نووية وأخرى غير نووية أهمها التيتانيوم والزركونيوم تساعم في إقامة استثمارات صناعية وتوفير فرص عمل، وفي عام ٢٠٠٣ عرض المشروع على الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك فشكل لجانا وزارية والمحصلة صفر ولم يترك الرئيس السيسي أيضا مشروع توشكى قابضا في ظلام وغموض بل حث على استكماله بالطريقة التي تؤتي ثمارها وتكاليف إنشائه.
وبعد تأخرنا عقود طويلة بسبب الاتصالات لغير المتخصصين لم يتبق الآن إلا قرار الرئيس السيسي بإعلان البدء في المشروع النووي المصري في موقعه في الضبعة بعد أن طمع في هذا الموقع رجل أعمال كبير يرغب في إقامة مشاريع سياحية "قال يعني البلد ناقصة منتجعات".
الله معك يا سيدي الرئيس.. يرعاك ويرعى الشعب المصري الطيب وإلى الأمام.