تحالفات على ما تفرج !
تحالف العدالة الاجتماعية المصرى أطلق قبل يومين، حملة لتطهير البرلمان، مع أن الأولى بالتحالف إطلاق حملة لتعريف المصريين بنفسه.. ما هي تدابير التحالف للتطهير: قالك نزول شوارع المحافظات، وتوعية الجماهير بعدم التصويت للملوثة أياديهم بالدماء فلول وطنى.. أو إخوان.
كلام جميل.. لكن ماذا أيضا ؟ لا شىء.
ما هي أهم سياسات التحالف؟ يعنى توجهاته لتيسير حياة المحتاجين، أفكاره في أزمة الدعم، تصوراته لمواجهة معاناة المواطن.. من تأخر الفرخة أم " 75 قرشا " في مجمعات التموين ؟ لا شىء أيضا.
ليس للتحالف توجهات، ولا تصورات، ليس لتحالف العدالة الاجتماعية أثر في الشارع، ولا لتحالفات أخرى صدى،لا شهرة إلا لمواد صحفية بمواعيد اجتماعات، وصفقات اندماجات، ناهيك عن انتقالات، وتصريحات، وانشقاقات، وأبوك السقا مات.
في مصر مليون تحالف سياسي، ومليار تكتل، وتريليون ائتلاف، غير أحزاب تحت التأسيس، هدف كله تطهير البرلمان، وقطع الطريق على الفلول والإخوان، اقتربنا من دولة المائة حزب، في عصر الألف ائتلاف، لا الشارع يدرى، ولا المرضى على أبواب المستشفيات التعليمية عرّفوا، مائة حزب، يعنى أكثر عددا من الفضائيات، والفضائيات أكثر من الهم على القلب.
ماذا افعلت لأحزاب؟ ما الذي قدمته؟ هل وصلت للناس ؟ هل وصلت للشارع ؟ الإجابة دائما لا، أغلبهم لا يعمل على الوصول للشارع، مجهوداتهم تستهدف وصول الشارع إليهم، رغبة في التطهير، وأملا في إنقاذ البلاد! النتيجة، فشل الأحزاب والتحالفات والائتلافات، حتى الآن.
التخوفات من سيطرة الإخوان على البرلمان في محلها، لكن الدفاعات السياسية لا تبُنى بالمؤتمرات، وحملات التوعية في الشوارع، مؤيدو حمدين صباحى سبق واستوقفوا السيارات على الكبارى، والشوارع الرئيسية في المحافظات، سلموها يافطات دعاية، والتقطوا صورًا التذكارية، وتبادلوا التهانى، وسقط حمدين.
خرج حمدين قبل أيام مجددا شعاراته لتوعية الجماهير، قال من قبل إنها أبهرت العالم بالثورة، لكن لما سقط حمدين، اكتشف ضرورة التوعية، وألقى باللوم على "عوامل دفعت لاختيار السيسي"، وتكلم عن توجيه الرأى العام، وخطايا الإعلام.. كله "كلام ابن عم حديت".
لا يريد أغلب ساسة ما بعد يناير إدراك الواقع، لا يعرف حمدين أن من يتكلم عنه بوصفهم جماهيره، يمكن استيعابهم في فناء قناة فضائية، أو خلفية ستوديو تصوير، لا تدرك التحالفات، كما لم يدرك صباحى للآن أن التعالى على الجماهير، يُذهب عنهم الجماهير، والبعد عن الشارع يُبعد عنهم الشارع، فلا تنفع حملات توعية، ولا تفيد يافطات دعاية لتحالفات انتخابية على ما تفرج !