«رسام الألم.. يغيبه الموت».. «مصطفى حسين» تحول إلى أيقونة لكافة أطياف المجتمع.. طور مجموعة من الشخصيات الكاريكاتورية البارزة.. تدرج في الكثير من المواقع.. ونال العديد من الجوائز ال
"ريشة ساحر" هكذا وصفت رسومه الكاريكاتورية، مصطفى حسين يرحل عن عالمنا عن عمر يناهز 79 عاما أشهر فنان كاريكاتير مصري معاصر.
فبعد وفاة صلاح جاهين ظلت عيون القراء تراهن دائما على ريشته التي ارتبطت بموهبة الساخر الكبير أحمد رجب ومن ثم لم يكن فوزه بجائزة مبارك "ارفع جوائز الدولة" في الفنون بعد تنازل الفنان أحمد نوار عن ترشحه للجائزة تفاديا لتفتيت الاصوات بينه وبين حسين.
أجرى حسين جراحة دقيقة لإزالة ورم سرطاني بالولايات المتحدة الأمريكية، وخضع للعلاج الكيميائي، وفي منتصف يوليو الماضي، تناقلت بعض الصحف أنباء عن وفاة مصطفى حسين، لكن زوجته نفت الوفاة، وأكدت أنه "موجود في العناية المركزة، لكن حالته حرجة بعض الشيء، بعد إجراء العملية الجراحية"، مشيرة إلى أنه "يخضع لعلاج مكثف لتسكين آلام الأورام، وضبط أجهزة الجسم، تمهيدًا لاختيار علاج مناسب لحالته".
أيقونة
تحول في الآونة الآخيرة لدى قراء الصحف إلى أيقونة ورمز لكافة أطياف المجتمع المصري، فابتدعت ريشته شخصيات ساخرة عبرت الخطوط والنقط فيها عن تفاصيل ورتوش حياتية يعانى منها المواطن البسيط والنخب والمثقفين.
فرسم فلاح كفر الهنادوة وحنطوره، وعبده مشتاق والكحيت وعزيز بك الأليت وعبد الروتين وعباس العرسة وعلى الكومندا، ويعد واحدا من أشهر مبتدعي الشخصيات الكاريكاتيرية التي تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية كوميدية منها مسلسل قط وفار وناس وناس.
طور مجموعة من الشخصيات الكاريكاتورية
قام من خلال عمله مع الكاتب الكبير أحمد رجب بتطوير مجموعة من الشخصيات الكاريكاتورية البارزة التي لخصت مختلف اطياف الحياة السياسية والاجتماعية في مصر ومثلت أبرز الشخصيات الكاريكاتورية منذ شخصية المصري افندي التي طورها محمد التابعي ورسمها صاروخان.
ومن هذه الشخصيات التي طورها المبدعان كمبورة عضو مجلس الشعب الفاسد، عبده مشتاق السياسي الطامح للسلطة، عبد الروتين الموظف البيروقراطي وشخصية مطرب الاخبار الشهيرة وغيرها كما قدما معا على مدى 12 عاما بابا غير موقع تحت عنوان " الحب هو".
إلا أن الخلاف الذي دب بينهما قبل تسع سنوات وتسبب في انفصالهما وتوقفهما عن العمل معا مثل خسارة كبيرة لفن الكاريكاتير في الزميلة أخبار اليوم وفي الصحافة المصرية بوجه عام إلى أن عادا للعمل معا في صفحة أسبوعية بإحدي الصحف اليومية المستقلة.
تدرج في كثير من المواقع
تدرج مصطفى حسين في العديد من المواقع والوظائف، وقام بالإشراف على الإدارة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط عام 2010، ورئيس تحرير مجلة الكاريكاتير (المجلة الوحيدة في الوطن العربي) عام 1989، رئيس للجمعية المصرية للكاريكاتير عام 1993، أستاذ غير متفرغ بكلية الفنون الجميلة – عام 1999، ومحكم لمسابقة دولية لفن الكاريكاتير بإمارة دبي عام 2000، ورئيس لهيئة التحكيم الدولية لمهرجان سينما الأطفال عام 2001.
ينتمي إلى العديد من الهيئات
وينتمي المبدع الساخر إلى العديد من الهيئات، أبرزها أنه عضو بالمجلس الأعلى للجامعات عام 2002،وعضو بالمجالس القومية المتخصصة عام 2002، وعضو بهيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة عام 2002، نقيب الفنانين التشكيليين عام 2002، عضو المجلس الأعلى للثقافة عام 2000.
وفاز بالعديد من الجوائز منها التقديرية في عهد كل من السادات ومبارك ومرسي، وذكر اسمه في موسوعة أبرز الشخصيات المصرية، وحصل على الجائزة الفضية في مهرجان "إكشهير" بتركيا، عام 1974، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1985، وجائزة الدولة التشجيعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1985.
كما حصل على شهادة تقديرية من جامعة المنيا، عام 1997، والجائزة الثانية في الملتقى العالمي بإمارة دبى، وشهادة تقديرية من جامعة مصر الدولية، عام 2000، وتم تكريمه في المهرجان الدولي للثقافة، عام 2001، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى عام2003.
معرض بمتحف الفن
أقيم معرض له بمتحف الفن الحديث، وله العديد من المقتنيات الفنية في فن التصوير بمتحف الفن الحديث، ومركز الإبداع بالإسكندرية الهيئة العامة للكتاب، وفى المحكمة الدستورية العليا والمعهد العالي للموسيقى، وتجدر الإشارة إلى أنه ولد في 7مارس 1935 والتحق مصطفى حسين بكلية الفنون الجميلة قسم تصوير بجامعة القاهرة عام 1953 وتخرج فيها عام 1959.