رئيس التحرير
عصام كامل

من منكم كابن الرئيس؟!


ظل عمر محمد مرسى نجل الرئيس الإخوانى المنتخب، طيلة الأيام والأسابيع الماضية، حديث مصر كلها، لا لأنه أنجز إنجازا فريدا لم يسبقه إليه أى مصرى، ولا أنه حقق رقما قياسيا فى موسوعة جينز العالمية للأرقام القياسية، بل لأنه ابن أول رئيس مدنى منتخب استطاع الالتحاق بالعمل فى أحد المطارات الوطنية، بعد أن تقدم لشغل الوظيفة، ضمن مجموعة تقدموا للالتحاق بالعمل، ولِم لا وهو ابن الرئيس؟!


قامت الدنيا وشن بعض الإعلاميين والثوريين هجوما كاسحا على الرئيس ونجله، البار بوالديه، لم ينهه إلا تنازله عن التقدم باعتذار عن شغل الوظيفة وحسنا فعل.. فقد استطاع أن يضرب المثل فى حسن الانقياد والسمع والطاعة ويعطى مثالا لأبناء جيله بأنه انقاد لرغبات والده، واستمع لصوت العقل بعيدا عن التعصب لرأى الشباب الذى دائما ما يصر على تحقيق رغباته ولو على حساب الآخرين لقد ضرب مرسى الابن المثل فى الاستماع لآراء الآخرين، بينما خالف الأب، ومثلما فعل مبارك ويفعل كل الآباء المتناحرين على جثة الوطن، كل الرغبات ولا ندرى الأسباب الحقيقية وراء ذلك.

وترددت أقاويل عن أن ضغوطا من مؤسسة الرئاسة، ومكتب الإرشاد، وراء قبول الابن التنازل عن التعيين، وهناك أقاويل أخرى عن أن الابن امتثل لأوامر والده الذى طلب منه التنازل عن هذه الفكرة لحفظ ماء وجه أبيه وحتى تحتفظ مؤسسة الرئاسة بمصداقيتها أمام الشعب، الأمر الذى يعنى أن مؤسسة الرئاسة تهتم بنبض الشارع، وتعى تماما ما يدور به، وهو الأمر الذى يجعلنا أمام عدة تساؤلات مهمة هى: لماذا طلبت الرئاسة تنازل الابن عن الوظيفة فى حين تركت الأب يحكم الشارع رغم الغضب الشعبى العارم والمصادمات أمام القصر الجمهورى والتعدى على القصور الرئاسية؟ لماذا قبلت مؤسسة الرئاسة من البداية تقدم ابن الرئيس للاختبار هل لأنها لم تكن تعلم.. أم لأنها أرادت اختبار الاستجابة الشعبية لمثل هذه الأمور؟ ثم لماذا رضخت لرأى الشارع فى قضية تعيين ابن الرئيس ولم تستجب له فى عشرات المواقف والأحداث التى مرت بالوطن قبل ذلك؟ ولماذا لا تكشف مؤسسة الرئاسة والرئيس نفسه عما بيديها وبيديه من أوراق تفضح هؤلاء المتآمرين على رجل الشارع البسيط .. كل هذه الأسئلة وأكثر تدفعنا إلى القول: من منكم كابن الرئيس؟

الجريدة الرسمية