رئيس التحرير
عصام كامل

حسن نصرالله: «أردوغان» استغل «حرب غزة» للانتقام من «السيسي».. قطر تهاجم مصر من خلال «الجزيرة».. لا يمكن حل القضية الفلسطينية بمعزل عن القاهرة.. «داعش»

 الأمين العام لحزب
الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله

استنكر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعادي للرئيس عبدالفتاح السيسي، متهما إياه باستغلال العدوان الإسرائيلي على غزة، ليوجه هجوما شخصيا على «السيسي».


وقال «نصر الله»، في حوار لصحيفة «الأخبار» اللبنانية، نشرته اليوم الجمعة، تعليقا على أزمة غزة: «مشكلة غزة الآن أنها بين مشكلتين: مشكلة ثقة مع إسرائيل، وهي مشكلة أساسية وجوهرية، ومشكلة أنها أصبحت واقعة بين محورين قطري ــــ تركي، ومصري ــــ سعودي ـــ إماراتي.. هذا الانقسام أسبابه مفهومة ومعروفة، لكنه للاسف الشديد انقسام حاد وقاس، في الوقت الذي يجب فيه تجاوز هذا الانقسام بشكل أو آخر».

وأضاف: «في أوقات الاشتباك، الأولوية هي أن يحكي الناس مع بعضهم بعضا، لكن في غمرة الأحداث، كان الموقف المصري، مثلًا صعبًا، حيث شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما شخصيا على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.. حتى القطريون، ومن خلال «الجزيرة»، كان موقفهم سلبيًا من مصر.. إذا كنت تريد مساعدة غزة فإنه يجب أن تحكي مع مصر، والفلسطينيون أنفسهم يقولون إن أي حل أو تسوية غير ممكنة بمعزل عن مصر».

وبسؤاله حول ما إذا كان الفلسطينيون طلبوا من «حزب الله» التدخل المباشر بالحرب الأخيرة على غزة قال: «الأخ موسى أبو مرزوق (قيادي بحماس) تحدث في الموضوع، ولم يتحدث أحد معنا من بقية الفصائل».

وعن العلاقة بين «حزب الله» وحركة «حماس»، قال: «قبل حرب غزة نحن اختلفنا على مقاربة الحدث السورى ولكن لم تنقطع الاتصالات واللقاءات»، مضيفا: «دارت نقاشات كبيرة بيننا حول هذا الموضوع، طبعًا موضوع غزة يعيد هذا المسار إلى أولوياته لكى نتواصل ونتعاون أكثر وبالتأكيد سيكون لذلك تأثير دافع في العلاقة بين حزب الله وحماس».

وعن تدخل «حزب الله» في سوريا، قال: «تدخلنا في سوريا لم يكن على أساس طائفي»، مشيرًا إلى أنّ محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا ومناطق أخرى تحتلها جماعات مسلحة سورية قبل ذلك التدخل مطلع العام الماضي.

وأوضح «نصر الله»: «كنا حريصين منذ البداية على التأكيد أنّ تواجدنا في سوريا ليس على أساس طائفي، وأننا ساعدنا المقاومة في العراق سابقًا على أساس غير طائفي أيضًا، ونحن ساعدنا حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية وهم سنّة».

ورأى الأمين العام أن تدخل حزب الله في سوريا هو في الدرجة الأولى لـ«الدفاع عن لبنان وعن المقاومة وعن كل اللبنانيين من دون استثناء»، حسب تعبيره. وأضاف أن المجموعات المسلحة السورية «تحتل محيط عرسال وأنشأت معسكرات تدريب وغرف عمليات ومشاف ميدانية ومعسكرات وتجمّعات داخل الأراضي اللبنانية» حتى قبل أن يذهب أي مقاتل من حزب الله إلى سوريا»، على حد قوله.

ومضى «نصر الله» بالقول «نحن في القصير والقلمون السوريتين وغيرهما لم نقاتل (الجيش الحر) وأصحاب الفكر العلماني أو الليبرالي بل قاتلنا الفكر التكفيري الذي يمثله حاليًا داعش وهزمناه، لكن المطلوب من الناس أن تأخذ موقفًا وأن تعي وتنتبه».

وتحدث «نصر الله» عن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ووصفه بأنه «وحش ينمو»، معتبرا أنه يشكل تهديدا على كل من الأردن والسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج.

وأضاف: «هذا الخطر لا يعرف شيعيا وسنيا ولا مسلما أو مسيحيا أو درزيا أو إيزيديا أو عربيا أو كرديا». وتابع: «الإمكانات والأعداد والمقدرات المتاحة للتنظيم ضخمة وكبيرة، وهذا ما يثير قلق الجميع وعلى الجميع أن يقلق».


الجريدة الرسمية