اشتدي يا أزمة تنفرجي!
لست من أصحاب المواقع الإلكترونية لذا أستسمحكم وأثق بكرم رئيس التحرير ليسمح لي باستغلال هذه المساحة في الإفراج عن مشاعري التي حبستها بداخلي منذ توفي زوجي الدكتور صلاح قبضايا..
يومها تصورت أنه حلم مفزع.. كابوس لابد أن ينقشع مع نور الصباح فالأحلام المزعجة والكوابيس تذهب وتنتهي عندما يصحو الإنسان من نومه، توهمت أنني أسمع صوت الأطباء يقولون إنها أزمة لن تلبث أن تنفرج، سيحاولون إحياء القلب الذي توقف.. ويظل الأمل يداعبني ويسلب من نفسي الفزع فأشعر بالطمأنينة لثوانٍ ولكن الثواني لم تطل.
أراد لقاء ربه قبل موته بيومين كاملين واستعد له فاستدعى ابنته في غير مواعيد الزيارة في العناية المركزة، يعلم أنني لا أستطيع أن أتحمل ما سيوحي به وسأرجوه أن يكف عن مثل هذا الحديث.
أوصاها بألا يتكفل أحد بمصاريف علاجه أو موته، أوصاها أن يدفن في بلده التي يعشقها.. بورسعيد.. أوصاها أن تدعو له بالرحمة وأن يسامحه كل من أساء إليه دون قصد.
أكتب هذه المقالة في ذكرى الأربعين لوفاته ولم أكن أتخيل طوال حياتي معه التي بلغت النصف قرن أنني سأعود وحدي إلى البيت الذي جمعنا.. صوته ما زال يرن في أذني.. صورته أمامي في كل سنتيمتر من بيتنا.. ما زلت أشم رائحة عطره الذي كان يعشقه الكولونيا المصرية "ثلاث خمسات" التي كان يفضلها على أفخم العطور.. عِيلَ صبري على فراقه فأهدئ من روعي، كان وديعة استردها الخالق وقت أن أراد ولا اعتراض على قضاء الله، هذا هو المنطق وهذا هو الدين فلكل أجل كتاب، ولكن هل يفلح المنطق في تخفيف حزني على فراقه.
أفتقده فقد فقدت السند في الحياة، فقدت البلسم الذي كان يخفف عني كل المشاكل التي واجهتها في حياتي الوظيفية والشخصية وما زلت أذكر كلماته.. اشتدي يا أزمة تنفرجي.. وأتساءل هل حقا ستنفرج أزمتي بفراقه أم أنها ستزداد يوما بعد يوم؟
أستعين على أحزاني بالصبر والصلاة وقراءة القرآن والدعاء له بالرحمة والمغفرة.