رئيس التحرير
عصام كامل

الغزو التركى


انقلب على حالك، كن ثائراً على أوضاعك، العن الظروف التى جعلتك تعيش فى هذا الوضع المتردى، انظر فى كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة فى المسلسلات والأفلام التركى، انظر إليها كمواطن مطحون وشاهد المواطن التركى المطحون، هناك فرق حتى فى شكل ونوعية الطحن تجده مطحوناً ومعتزا بنفسه وهويته ولسكن راق به الحد الأدنى للكرامة الإنسانية، وملابسهم تعكس أيضا الحد الأدنى من الحرية وموائد طعامهم تعبر عن العيش وجلسات المحاكم والقضاء تثمن العدالة وهذا ما نادت به الثورة.

وأى ثورة لأنها ليست اختراعا ولا ابتكارا أن تتوافر هذه المطالب لشعوب هى أساس أى دولة، ونحن نعرف أن الأفلام والمسلسلات انعكاس لواقع حقيقى وهذا سبب عبقرية الراحل نجيب محفوظ، لذلك نجلس أمام شاشات التليفزيون مشدودين نتابع مسلسلات مهند وأجزاؤه التى احترنا فى عددها.
وفريحة وفاطمة وعلى مر الزمان وغيرها من الهجمات الشرسة للغزو الثقافى التركى لمصر، هل هو عودة للدولة العثمانية بمفهومها المدنى المعاصر؟ هل غزو مثل الغزو الثقافى الأمريكى لللاتحاد السوفيتى بالمسلسلات والأفلام الأمريكية؟ والتى كانت من ضمن عوامل هامة وأساسية فى تفتيت الاتحاد السوفيتى حيث شاهد المواطن السوفيتى كيف يعيش ويتعامل ويستمتع بحياته كفرد فى منظومة دولة عظمى، ومن هنا بدأت المقارنة وأخذوا يقارنون وضعهم أيضا كأفراد فى منظومة دولة عظمى ولكن تنغمس فى غياهب الشيوعية بكل أفكارها، والتى لا توفر لهم الحد الأدنى من المعيشة التى يرونها على شاشات السينما والتليفزيون فى الأفلام والمسلسلات الأمريكية، إننا نعيش هذه الأيام نفس المناخ الذى صنعته أمريكا فى الاتحاد السوفيتى، فلا أصبح اتحاداً كما هو ولم ولن يصبح أمريكيا لأن اللعبة الأمريكية انتهت عند هذا الحد ووصلت لأهدافها وليس أهداف الشعوب التى تغزوها ثقافياً.. المهم الغزو التركى قادم قادم قادم لا محالة بدليل وكالة الأناضول التى حلت محل وكالة رويتز العالمية كمصدر لتوريد أو استيراد الأخبار وتولى نشرها ونأخذ عنها ألا ترون أن هذا نوع من الاحتكار الحصرى يعود بنا إلى عصر(أمان يالالالى أمان).

e_hoseny_64@yahoo.com
الجريدة الرسمية