رئيس التحرير
عصام كامل

البيان والتبيين في الرد على المتآمرين


تابعت مع الكثير من المصريين أحداث محاكمة القرن وتبعاتها على الرأي العام وما أحدثته من بلبلة وتشكيك ومزايدات طالت ثورة 25 يناير المجيدة ومن شاركوا فيها بل لاحظت أيضا أن ساحة المحكمة تحولت إلى ما يشبه العرض المسرحي يظهر فيه ممثلون كبار بداية من مبارك وحبيب العادلي وغيرهما ليستكملوا تمثيلهم على الشعب ويحاولوا استمالة العواطف والمشاعر تجاههم في محاولة بائسة لتزييف الحقائق وتزوير التاريخ.

من هنا أردت أن أوضح بعض الأمور في صيغه أسئلة تتبادر إلى الأذهان في بعض الأحيان لكي نبين فيها الكذب المفضوح والمؤامرة الفعلية التي تحاك الآن بغرض هدم النظام الحالي وإثارة البلبلة والتشكيك في كل المتواجدين في المشهد الآن بما فيهم الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا وليس فقط الثورة والثوار وحدهم.

السؤال الأول تبعا لتسلسل الأحداث: أليس عيبا على وزير داخلية مصر وقتها حبيب العادلي الذي كان يدير الأمور بالحديد والنار أن يعلم أن هناك مؤامرة على مصر ويعرف أركانها وموعدها وأطرافها من شباب وسياسيين تدربوا ومولوا من هنا وهناك حسب زعمه ولم يقم بالقضاء عليها والقبض على المتآمرين ؟؟

السؤال الثاني من خطاب مبارك نفسه أمام هيئة المحكمة عندما أكد فيه أنه بمجرد معرفته أن المتآمرين يعتزمون هدم الدولة تخلى عن منصبه طواعية ونقل السلطة للمجلس العسكري، هل معنى ذلك أن رئيس الجمهورية تهرب من مسئوليته السياسية والأمنية التي تحتم عليه حماية الدولة من الهدم والخراب ولاذ بالفرار لكي ينجو بحياته هو وأسرته ورجال نظامه ؟؟

السؤال الثالث: هل عندما وجه اللواء محسن الفنجري التحية العسكرية الشهيرة في بيان القوات المسلحة الشهير وقتها لشهداء ثوره 25 ينايرهل فهذا معناه أن قواتنا المسلحة الباسلة وجهت التحية لمتآمرين على الوطن ؟؟

السؤال الرابع: هل دستور مصر الجديد الذي أتى بعد ثوره 30 يونيو العظيمة والذي صوت عليه الملايين من الشعب المصري بنعم بنسبة تصويت غير مسبوقة والذي نص واعترف في ديباجته بفضل ثورة 25 يناير، هو دستور يحتوي ويعترف بمؤامرة؟؟ وهل صوتت الملايين بالتالي على مؤامرة؟؟

السؤال الخامس: هل عندما وقع السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي على وثيقة تسليم السلطة من القاضي الجليل الرئيس السابق عدلي منصور والتي جاء فيها

"بسم الله الرحمن الرحيم.. باسم الشعب.. صاحب السيادة.. ومصدر السلطات... ومفجر الثورة.. ثورة 25 يناير 2011.. وما حملته من آمال وطموحات وتطلعات، وثورة 30 يونيو 2013 المكملة، التي صوبت المسار واستعادت الوطن، وتنفيذا للاستحقاق الثاني من خارطة مستقبل الشعب المصري، وبناءً على قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية رقم 36 لعام 2014، بإعلان فوز عبد الفتاح سعيد خليل السيسي في الانتخابات الرئاسية، التي عقدت خارج البلاد خلال الفترة من 15 إلى 19 مايو 2014، وداخل البلاد في الفترة من 26 إلى 28 مايو 2014، وعقب أداء السيسي اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد السلطة من المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت"
فهل معني ذلك أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وقع على مؤامرة؟؟ ومن قاموا بانتخابه وأنا منهم متآمرون ؟؟ 

هذه الأسئلة موجهة فقط للمشككين والمزايدين على 25 يناير من أول مبارك إلى أصغر شخص في نظامه ومحبيه ومريديه والذين يعترفون في نفس الوقت بثورة 30 يونيو وكأنهم هم من صنعوها مزيفين بذلك التاريخ كالعادة، لن أسرد أو أتحدث عن فساد مبارك وعصابته فهي معروفة وملموسة ويتعايش معها الجميع إنما أريد منهم فقط الإجابة عن تلك الأسئلة لمعرفة من المتآمر الحقيقي على الدولة والمشارك الحقيقي عن قصد أو دون قصد في نوايا وتخطيط الإخوان والإرهاب للقضاء على الدولة فعليا.

إن ثورة يونيو هي ابنة ثورة يناير أي أن ثورة يناير هي القاعدة والأساس الذي ستقوم عليه الدولة وأنظمتها القادمة طبقا للدستور وبرغبة الأغلبية الساحقة التي صوتت عليه وصوتت لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي لذلك نريد أن نعرف من وراء تلك الأسئلة التي طرحت ومن يريد هدم الأساس لكي تتهاوى الدولة؟؟
الجريدة الرسمية