رئيس التحرير
عصام كامل

تأثيرات محدودة فى قطاع الأعمال العام جراء انقطاع الكهرباء.. 25% انخفاضًا في إنتاج "كيما" بسبب تخفيض الأحمال.. "النيل للأدوية": المولدات أنقذتنا من الآثار السلبية لانقطاع التيار

صناعة الحديد والصلب
صناعة الحديد والصلب

تباينت تاثيرات الانقطاع المتكرر للكهرباء علي شركات قطاع الأعمال العام فمنها من لم يطاله الانقطاع ومنها من لجأ للمولدات الكهربائية خوفا من الخسائر وتراجع الإنتاج .


وأكد الدكتور جمال إسماعيل، رئيس قطاعات المصانع والعضو المنتدب للشئون الفنية بشركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما"، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، أن الشركة لا تتعرض لانقطاع التيار الكهربائي عن المصانع بشكل عام، وإنما ما يحدث هو تخفيض الأحمال من نحو 100 ميجا وات إلى 40 أو 30 ميجاوات، وهو الأمر الذي أثر سلبا فى إنتاج الشركة.

انخفاض انتاج "كيما"
وأوضح "إسماعيل" أن إنتاج الشركة انخفض نحو 25% بسبب تخفيض الأحمال من الساعة الخامسة مساء وحتى الـ11 مساء، وهي فترة كبيرة خاصة أن المصانع تعمل على مدى الـ 24 ساعة يوميا.

وأكد أن الشركة تضطر لشراء الأمونيا من شركات أخرى خارجية لتعويض نقص الإنتاج واستمرار عمل المصانع بالاعتماد الذاتي على الشركة، شريطة تفادي الخسائر المالية، إلا أن الأمر يؤدي إلى زيادة تكلفة المنتجات، وهو أخف التأثيرات الممكنة.

وأشار إسماعيل إلى أن تخفيض الأحمال الكهربائية يؤثر سلبا فى المعدات والآلات بالمصانع، الأمر الذي يؤدي لتلفها نتيجة استمرار هذا الوضع وتأثيره فى المفاعلات بتلك المعدات.

وقال العضو المنتدب للشئون الفنية بشركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما": "من المستحيل اللجوء لمولدات الكهرباء، لاستخدام الشركة لكميات كبيرة من الكهرباء"، لافتا إلى أن المولدات الكهربائية تصلح مع المصانع التي تستهلك أحمالًا بسيطة أو متوسطة من الكهرباء".

التأثير فى الانتاج
وقال الدكتور عادل الخبيري، رئيس مجلس إدارة شركة النيل للأدوية، إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للأدوية : "إن الشركة لم تتأثر بانقطاع التيار الكهربائى عن مصانعها، وذلك ليس باعتبار أن انقطاع الكهرباء عن المصانع أمر غير مؤثر في الإنتاج، وإنما نظرا للجوء الشركة لاستخدام المولد الكهربى وهو الأمر الذي حافظ علي معدلات الإنتاج بالشركة ووقاها من خسائر متوقعة".

وأوضح أن انقطاع الكهرباء يؤثر في جميع أشكال الإنتاج سواء بالنسبة للمصانع والشركات التابعة لقطاع الأعمال العام أو المصانع والشركات الخاصة، وقال: "للأسف فإن الأزمة باتت أمرا واقعا لا يمكن غض البصر عنه، ومن ثم فعلينا التفكير في البدائل مثلما اتجهنا نحن كشركة خوفا علي معدلات الإنتاج الخاصة بنا وتجنبا للخسائر التي تحدث جراء هذه الأزمة التي من المفترض أن نحملها كجزء من هذه الدولة".

وحول استخدام شركات الدواء الأخرى للمولدات الكهربائية كبديل للانقطاع الكهربائي أكد الخبير أنه ليس لديه علم بهذا الأمر، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تفرض على الصناع والمنتجين التفكير خارج الصندوق لتحقيق أقل خسائر ممكنه لدعم الاقتصاد المصري والحفاظ على الإنتاج القومي قدر المستطاع.

وعلى الجانب الآخر قال عمارة إبراهيم الأمين العام باللجنة النقابية للعاملين بالحديد والصلب، التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية وعضو مجلس إدارة الشركة القابضة المعدنية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام: "إن الشركات التابعة للقابضة لم تتأثر بانقطاع التيار الكهربائى وسياسة تخفيض الأحمال"، مؤكدا أن الشركات لا تعاني آثارًا سيئة أو أضرارًا من انقطاع التيار.

وأوضح أن هناك محولات ومولدات كهربائية لدي الشركات التابعة تمد المصانع بالكهرباء اللازمة في وقت انقطاع التيار، منعا لتوقف الآلات والماكينات عن العمل، مشيرا إلي أنه حال عدم توافر مثل هذه المصادر البديلة فإن انقطاع التيار الكهربائي كان سيصبح بمثابة الكارثة الحقيقية علي شركات ومصانع قطاع الأعمال العام، وعلى الصناعة المصرية بشكل عام.

ارتفاع اسعار الطاقة
ولفت عمارة إلى أن المشكلة الحقيقية التي تواجهها الشركات التابعة والتي ستظهر نتائجها خلال الفترة المقبلة هي ارتفاع أسعار الطاقة، متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى التأثير في أرباح الشركات في الحساب الختامي للميزانيات، كنتيجة طبيعية لزيادة الأعباء المالية على الشركات.

وطالب الأمين العام باللجنة النقابية للعاملين بالحديد والصلب، بضرورة أن تقدم الدولة الدعم المالي المناسب لشركات الصلب التي تنتج من الخام الذي يستخرج من باطن الأرض في الواحات، لما لهذه الصناعة من أهمية كبيرة للاقتصاد المصري.

ومن ناحيته أكد المهندس يسري نصر رئيس مجلس إدارة شركة كوم حمادة للغزل والنسيج "إحدى شركات قطاع الأعمال العام التابعة للشركة للقابضة للغزل والنسيج"، عدم تأثر الإنتاج بالشركة بالانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن التيار الكهربائي لا ينقطع بالمنطقة المحيطة بالشركة مراعاة للناحية الاقتصادية، ولتمكين الشركة من الإنتاج بكامل طاقتها لتعويض الخسائر التي تكبدتها خلال الفترة الماضية.

وأشار "نصر" إلى أن بعض الشركات الأخرى التابعة للقابضة للغزل والنسيج تعاني من الانقطاع المتكرر للكهرباء، لافتا إلى أن انقطاع الكهرباء يؤثر فى الإنتاج وفقا لعدد الساعات التي يتوقف فيها أثناء انقطاع الكهرباء، وهو ما يؤثر بشكل أو بآخر سلبًا على الأرباح.

وقال: "أزمة انقطاع الكهرباء ليست مقصورة على شركات قطاع الأعمال العام وإنما هي أزمة يعاني منها، ولا نملك شيئًا في الفترة الحالية سوى مساندة الدولة التي تعاني من أزمة في الطاقة لتجاوز الأزمة الحالية ومن ثم تحقيق النتائج المرجوة خلال الفترة المقبلة".
الجريدة الرسمية