رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.."فيتو" داخل منزل أول شهيد للشرطة خلال أحداث "فض رابعة".. والد الشهيد: استقبلت خبر الوفاة على "تويتر".. والأم: كنا حاسين إننا مش هنشوف شادي تاني

فيتو


في الوقت الذي تهدد فيه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بالحشد والتهديد والوعيد لإثارة أعمال العنف والشغب، وذلك في ذكرى فض اعتصامى رابعة والنهضة، بكت مئات العائلات ألمًا وحسرة كلما تذكروا تلك الذكرى السوداء، حيث تجد أبًا مكلومًا على استشهاد ابنه، وأمًا حزينة على خسارة اثنين من أبنائها، ومنهن من تبكي لزوج فقدته ليترك لها أطفالًا في عمر الزهور.

التقت عدسة "فيتو" بأسرة أحد شهداء الشرطة، الضابط "شادي" ابن "مدينة نصر" الشهيد الأول من صفوف الشرطة خلال الفض، فيقول والده بحسرة: "فقدت سندى في الحياة، وآخر ذكري لي مع ولدي حينما اتصل بي هاتفيًا لأطمئن عليه قبل يوم الفض، وأخذ في بداية المكالمة يطمئنني عليه، قائلًا "متخافش يا والدي ربك هو الستار"، وبعدها بدأ معي في سرد ما سيقوم به منذ إطلاق الإشارة الأولى للفض على إخلاء منطقة رابعة من جميع عناصر الإرهابية".

ويضيف الأب: وفي نهاية المكالمة وعدني بمعاودة الاتصال بي لاحقًا أكثر من مرة حتى أستطيع أن أطمئن عليه، وتوالت الاتصالات، حتى جاءت المكالمة الأخيرة التي أحسست بتوتر في نبرة صوته، ولما سألته قال لي "توتر شغل مش أكتر" ففضلت أن أتابع أخبار الفض من خلال الصفحات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا أُشتت ذهنه، وأتركه يركز في إنهاء عمله على أكمل وجه.

ويتابع الأب قائلًا: "حتى جاءت الصدمة الكبري لما قرأت "تغريدة" على "تويتر" باستشهاد نجلي كأول شهيد من صفوف الشرطة في الفض، فلم أصدق أو لعلي لم أرد أن أصدق حتى رأيت خبر الاستشهاد في إحدى القنوات الإخبارية، وبعدها أكد لي أحد زملائه الخبر، فقلت "إنا لله وإنا إليه راجعون"، ووضعت يدي فوق رأسي".

وفي نبرة تملؤها حسرة، تقول الأم المكلومة: "شعرنا في آخر مكالمة له من نبرة صوته أنه سيستشهد قبل الفض، حتى إن والده قال لي "لن نرى شادي مرة أخرى"، خاصة وأن شادي سبق وأن أصيب في أحد الأحداث ببورسعيد أثناء ملاحقة أحد العناصر الإجرامية، وما كان يشعرني بالخوف الزائد هو أني أعرف طبيعة شادي، لأنه جريء ودائمًا سباق للاقتحام في الصفوف الأولى".

وأنهت كلامها بسيل من الدموع، قائلة: "ياريت رسالتي توصله، عاوزة أقوله وحشتني قوي ياضنايا".

الجريدة الرسمية