خبير نفسي: تعامل طفلك مع لعبته انعكاس لتربيتك له
لكل طفل لعبة مقربة ومحببة إليه يرتبط بها ويصطحبها معه في كل مكان ويطلق عليها اسما ويتحدث معها، وكأنها صديق حقيقي له، ولكن هل فكرت يوما أن تتابع طريقة تعامل طفلك مع لعبته المقربة وسلوكياته معها.
تؤكد الخبيرة النفسية سهام حسن على أننا قد نلاحظ أن الطفلة الجميلة الرقيقة التي تضع عروستها بجوارها في السرير وتهتم بهندمتها وتسريح شعرها بمنتهي اللطف والحنان وتأخذها معاها أينما تذهب، أو هذا الطفل العنيد العصبي الذي يحمل "دب" ويعتبره كبش الفداء للضرب والعصبية والتعنيف.
تضيف الخبيرة النفسية أن هذا الفرق ليس في النوع، كون الأولى بنت والآخر صبيا، لكن الاختلاف الحقيقي في أسلوب تربية الوالدين وتعاملهم مع الطفل، فتعاملك مع طفلك بهدوء وبحب وحنان واحتواء وخلق طريق للنقاش والتحاور الدائم يجعل منه شخصا متزنا سوي نفسيًا في تعامله مع كل ما يحيط به وأقربهم لنفسه هي لعبته.
وتشير سهام إلى أن تعاملك الفظ الغليظ مع طفلك، والذي يخلو من الحب والاحتواء ويشمل الضرب والقسوة والتعنيف والتوبيخ والعصبية يجبر الطفل على الصمت، وتخزين تلك الطاقة السلبية وإخراجها فيما هو قريب منه من لعبة مقربة أو شخبطة على الحائط أو كسر شيء من أثاث البيت، وغيرها من بعض التصرفات التي تعكس أسلوب ونمط تربية.
وتنصح سهام بضرورة أن نستفيد من تحدث الطفل مع لعبته المفضلة في تكوين نظرة مستقبلية لتنمية مهارة ما أو تعديل سلوك سيء، دون تدخل مباشر حتى لا يشعر الطفل أنه ملاحظ، وأن نحاول تطويع ما تحت أيدينا من إمكانات لتطوير ذكائهم ولنتذكر أن لكل طفل جانب ذكاء في شخصيته فلنتعرف على ذلك الجانب وننميه، ففي بيت كل منا (عبقرينو) يحتاج إلى الاكتشاف والتطوير.
وأخيرا تحذر الخبيرة النفسية كل أم أب من أن يصلوا بأطفالهم إلى نهاية المطاف بإجباره على الكذب واتهام لعبته بقيامها بكل سلوك سيئ فعله هو لتفادي العقاب، فهو ما زال لا يدرك أن اللعبة شيء أصم جماد لا يتفاعل وليس به حياة، فبمنتهي البراءة وخوف من العقاب يتهمه بكل سلوكياته السيئة التي يقوم بها.