العلاقة المحرمة بين مبارك والإخوان.. استخدمهم مبارك كفزاعة للمعارضة وأمريكا.. والإخوان باعوا "البنا" مقابل فضلات "الوطنى" في البرلمان.. فشل الصفقة بين بديع وسليمان أنجت ثورة يناير من إرهاب الجماعة
الإخوان المسلمون تنظيم سرى أسسه البنا لأغراض مشبوهة، ووفقا لتلك الأغراض يتحرك أعضاء الجماعة، فتارة يكونوا مع نظام الحكم كما حدث في فترة حكم الملك فاروق وتارة يكونوا ضده كما حدث في عهد جمال عبدالناصر الزعيم المصرى الذي حل الجماعة وحظر نشاطاتها وجمد تمويلاتها.
الإخوان والرؤساء
وبعد فترة حكم جمال عبدالناصر والتي كانت تعتبر الفترة الأصعب في تاريخ جماعة الإخوان التي كان معظم قياداتها داخل السجون والمعتقلات بتهم تهديد الأمن القومى المصرى ومحاولة الانقلاب على الحكم، تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات حكم مصر بعد وفاة عبدالناصر وفتح أبواب السجون والمعتقلات ليخرج أعضاء الجماعة من ظلام زنازينهم إلى نور الحرية ولكن بشروط خاصة من السادات الذي كان أول رئيس مصر يستخدم الإخوان كفزاعة لمعارضيه، حيث جمع السادات عدة لقاءات بعمر التلمسانى، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وقتها، للتنسيق معه على أن يواجه شباب الجماعة في الجماعات أنصار الفكر الشيوعى الرافضين للسادات والمهاجمين له، وبدأ السادات في المقابل بفتح أبواب السياسة للجماعة وأنصارها وأعاد الإخوان إلى العمل العام واعدا إياهم بالسلطة في وقت قريب لم يلحقه السادات حيث تم اغتياله على يد أبناء الجماعة الإسلامية في ذكرى احتفال مصر بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر العظيم، ليعود الإخوان وأبناء التيار الإسلامى بعدها إلى السجون التي تركوها في عهد عبدالناصر ولكن هذه المرة في عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك.
فزاعة المعارضة
محمد حسنى السيد مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية رقم 4، والرجل الذي هزم السادات في عقله السام وهزم عبدالناصر في تطرفه تجاه الإسلاميين، حيث قام مبارك بمسك العصا من المنتصف حيث واصل اعتقاله لقيادات جماعة الإخوان المسلمين والتضييق على نشاط الجماعة دون حلها أو حظرها بشكل نهائى، كما استخدمها في الوقت نفسه كما استخدمها السادات كفزاعة لمعارضيه، وقد قام مبارك بجعل الجماعة ترهب وترعب كل معارضيه في مقابل الحصول على عدد من المقاعد البرلمانية بإذن من الحزب الوطنى الذي يحصل على الأغلبية المطلقة في كل الانتخابات، وتلك هي الصفقة التي تمت في برلمان 2005 عندما نجحت الجماعة في الحصول على 80 مقعدا تقريبا.
استخدامات الجماعة
ترك مبارك نشاط الإخوان لينمو في الشارع المصرى ولكنه كان يراقبه حتى لا يخرج من الإطار الذي رسمه له، وجعل مبارك الإخوان ليس فقط فزاعة للأحزاب السياسية المعارضة بل جعلهم فزاعة لأمريكا ودول الغرب، حيث كان مبارك دائما يحذر الإدارة الأمريكية من التنظيمات الإسلامية في مصر ومدى خطورتها على الأمن القومى الإسرائيلى كمبرر للعنف غير المبرر الذي يستخدمه وزير داخليته في كبح المعارضة.
استغل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، جماعة الإخوان المسلمين في تمرير مشروع التوريث كى يورث عرش مصر لنجله جمال مبارك وقد أيدت الجماعة تلك الفكرة وبشدة، كون جمال مبارك هو الأنسب لقيادة مصر بعد والده وفقا لرأى الجماعة وقتها.
قالوا عن مبارك
وقبل ثورة يناير المجيدة، كان لقيادات الإخوان الكثير من التصريحات بشأن مبارك، ومن ضمن التصريحات تصريح لمرشد الإخوان السابق مهدى عاكف الذي أكد في حوار صحفى تأييد الجماعة للمخلوع لتولى حكم مصر لفترة رئاسية جديدة، في حين أعلن محمد بديع في حوار صحفى آخر تأييده لفكرة توريث الحكم لجمال مبارك، أما الرئيس المعزول محمد مرسي فقد كان له حوار أكد فيه على أن الجماعة تنسق مع الحزب الوطنى في الانتخابات ولن تدفع بأى مرشحين في مواجهة رموز مصر الذين تحولوا بعد الثورة إلى رموز الفساد والخراب في مصر.
ثورة يناير
وبعد اندلاع ثورة يناير، كانت جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة الوحيدة التي جلست مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية من أجل التفاوض من أجل إنهاء الثورة وفض تظاهرات ميدان التحرير، ولولا فشل سليمان في تفاوضه مع الإخوان لكان الإخوان هم من قاموا بفض ميدان التحرير والإجهاز على ثورة يناير ومحوها من التاريخ.
وصفهم مبارك بتجار الدين الذين استغلوا الغضب الشعبى للوصول إلى حكم مصر ووصفوا مبارك بأنه ديكتاتور فاسد مارس القمع والاحتكار ضد أبناء شعبه، والحقيقة هي إنهم فعلا تجار دين وأن مبارك فعلا ديكتاتور فاسد وللأسف تجار الدين عقدوا صفقة فاسدة مع الديكتاتور لتغليب مصالحهم الشخصية عن مصالح مصر والمصريين.