رئيس التحرير
عصام كامل

بالمستندات.. الأوقاف لا تعترف بالقدس عاصمة لفلسطين.. الوزارة أعدت خطبة تؤكد "القدس الشرقية عاصمة لفلسطين".. ثم تحذف الفقرة بناء على اعتراضات الوزير والأمن

فيتو

مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط الآلاف بين شهيد وجريح، حاول القطاع الديني بوزارة الأوقاف، وهو المشرف الرئيسي على إعداد خطب الجمعة، التي توزعها الوزارة على أئمتها ودعاتها، أن يؤكد ما جاء في تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية الشهر الجاري من أن للفلسطينيين دولة وعاصمتها القدس الشرقية.


«أصل الخطبة»
وبالفعل، خرجت الخطبة التي تناولت حرمة سفك الدماء قبل أيام من مطابع الوزارة مصحوبة بالفقرة: «إننا ونحن نفرح بفضل الله عز وجل بنعمه التي لا تعد ولا تحصى لا ينبغي أن ننسى الدعاء لكل مظلوم أو مكروب، ولن ننسى قضية الشعب الفلسطيني، فمصر لم ولن تتخلى أبدًا عن القضية الفلسطينية، التي هي قضية العرب والمسلمين الأولى حتى يتمكن الفلسطينيون من إقامة دولتهم كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن على يقين بأن ذلك سيتحقق بفضل الله عز وجل وإن طال الزمن».

أما ما نشرته المواقع الإخبارية على لسان الرئيس، فتلخص في جملته: «علينا انتهاز الظرف الصعب لعمل حل شامل للدولة الفلسطينية للمستقبل المنشود ويجب اغتنام الفرصة مع إعطاء الأمل للفلسطينيين بأن لهم دولة وعاصمتها القدس الشرقية».

وأشارت الخطبة إلى أن الشعب الفلسطيني ظلم، وأن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، كما أكدت وقوف الشعوب العربية والإسلامية بجانب الأشقاء الفلسطينيين، وطالبت الخطبة الشعوب العربية بضرورة مساندة الشعب الفلسطيني خوفًا من موقف شعبي قوي يؤثر في السلم العام، بحسب مصادر مطلعة بالأوقاف.

«تعديل الخطبة»
إلا أن المصادر تحدثت عن أن الأجهزة الأمنية انزعجت من الفقرة الأخيرة وطالبت بحذفها وكان للوزير نفس الموقف، باعتبار أن إسرائيل ليست عدوًا لمصر، وأن بيننا وبينها اتفاقية سلام، وبالفعل استجاب القطاع الديني لتعليمات الوزير وحذفت فقرة: «القدس الشرقية عاصمة لفلسطين»، ووزعت الخطبة على المديريات بعد حذف الجزء الأخير فيما حصلت «فيتـو» على النص الأصلي من الخطبة.

«أخطاء الأوقاف المتعددة»
الخطأ ليس الأول في تاريخ الوزارة، فقبل أشهر وزعت الوزارة فصلا كاملا للأئمة الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه، ضمن الدورات التخصصية التي تجريها، بعنوان «العلوم السياسية في خدمة الدعوة الإسلامية»، والذي تدعو من خلاله إلى مساندة القيادة الإسلامية في مصر، والسعي إلى جعلها مدرسة عربية إسلامية في العلوم السياسية، وذلك لتحقيق القيادة الإسلامية تمهيدًا للخلافة الإسلامية في العالم.

وشدد الفصل على أن هناك علاقة وثيقة بين الدين والسياسة، وهو ما ذكر لأول مرة في الكتب التي توزعها الأوقاف على الأئمة الحاضرين لهذه الدورات، الأمر الذي يطرح سؤالا حول المنهج الذي تسير عليه الوزارة.

ومن أبرز الأخطاء أيضًا الخطأ الواقع في امتحان الأئمة الراغبين في مرافقة بعثة الحج، والذي شهد خطأ فادحا في سؤال القرآن الكريم، ويبدأ السؤال بـ«اكتب» من قول الله تعالى «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة»، إلى قوله تعالى «والله رءوف بالعباد»، مع العلم أن الآية الأولى تقع في سورة الأنفال الآية رقم 35، أما الثانية فتأتي في سورة البقرة الآية 207.
الجريدة الرسمية