رئيس التحرير
عصام كامل

لا نخبة ولا يحزنون !


حملة الهجوم على مرافعة فريد الديب، ودفاع العادلى عظيمة الدلالة..يبدو أنه للآن مشاكلنا اجتماعية ليست سياسية..اضطراب شديد في مفاهيم "تيارات يناير" أدت بنا إلى ما نحن فيه.. لخطبة اجتماعية، وغموض شديد في استيعاب الأحداث، والبناء عليها. تتسلط "أفكار العامة" كثيرا على النخبة، أو المحسوبين على النخبة..فتنكشف السوءات..عمن ليسوا نخبة ولا يحزنون.


لدى النشطاء ورموز الثورة أن المحاكمات العادلة لا تضع المتهمين في الحسبان.لا دفاع ولا كلام. لديهم محاكمة عادلة يعنى إعدام والسلام. مفهوم القانون مختل لدى أغلب شباب يناير، ولدي بعض رموز يناير أيضا.

اختزلوا مرافعات الديب ودفاع العادلي في التأكيد على أن يناير ثورة مع أن القضية قتل المتظاهرين.

أغلب ما هاجموا العادلي عليه، سبق وقالوه هم أنفسهم. أرشيف الشهور العشرة الأخيرة موجود. رموز الثورة أسهبوا، بعد حقائق تكشفت، في استنكار تعاون مرسي مع حماس. أكثرهم هاجم الإخوان، أيام مرسي الأخيرة، لرغبته توطين الفلسطينيين سيناء. أغلبهم استغرب أيضا الدور القطرى، بعدما تأكدت مساعى الدوحة تسليح عناصر أجنبية لأثارة الفوضي في مصر.

طيب.. ما هو هو ده إلى قاله فريد الديب، وقاله العادلى أيضا!
شباب الثورة، استغربوا نفى تهمة قتل مبارك للمتظاهرين في يناير، ثم لعنوا حماس لتسلل عناصرها لقتل المتظاهرين في يناير! في أوراق القضية، اتهامات للواء حسن عبد الرحمن بإهمال تسلل عناصر أجنبية لقتل المتظاهرين في ميدان التحرير، بينما يُحاكم رموز مبارك على إصدار أوامر بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير! تناقض رهيب. ليس دفاعا عن أحد..لكن إشارة إلى اضطراب كاد أن يؤدى بنا إلى الطريق لستين داهية.

الأسبوع الماضى، احتفى نشطاء بتولى الجيش تنفيذ مشروع القناة الجديدة. كتبوا كلاما من ذهب، وهللوا على شاشات الفضائيات، مع أن أغلبهم، قبل شهور، كانوا أشد المنادين بإرسال الجيش للحدود.. وترك الحياة السياسية!

مع محمود سعد قبل أيام، تحامل حمدين صباحى على مؤيدي المشير السيسي. بدا غير مقتنع بدلالات نتيجة الانتخابات الرئاسية. تكلم حمدين عن توجيه الإعلام، وتأثر قرار الناخبين. تكلم أيضا عن توجيه الرأى العام بما يؤثر على نتيجة التصويت. لا يقنع بعض رموز يناير إلا بنتائجهم هم..وتصوراتهم هم.. وتحليلاتهم هم.

أغلبهم ثار على الفساد واحتكار الرأى.. طلبا لفرصة للفساد واحتكار الرأى.ربما لذلك اختصروا كلام الديب في " تشويه الثورة "، ورأوا في دفاع العادلى مجرد "غسيل سمعة"، مع أن العادلى تكلم عن سلاح مهرب، والديب تكلم عن تسلل فلسطينيين من غزة عبر الأنفاق. ممن جاءت اللعنات؟
من رموز نادوا من قبل بإغلاق الأنفاق.. منعًا لتسلل مسلحين!
الجريدة الرسمية