رئيس التحرير
عصام كامل

قرصان العملات


يعتبر القرصان الأكبر دائما إلى حد كبير الدولار، باعتباره العملة النقدية الأكثر تداولا عالميا، وأن مؤسسة صك العملة فى الولايات المتحدة لها حق طبع هذه الدولارات وهكذا نقدم القروض للدول المتعثرة، فى الوقت الذى يتيقن فيه القراصنة أن هذه الدول لن تستطيع مطلقا سدادها، كما أنهم لا يريدون بالفعل لهذه الدول أن تسدد ديونها لأن عدم السداد هو ما يمنحهم النفوذ، وفى ظل الظروف العادية يتم المغامرة بهذه السياسة، وذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة تعوم على بحر من الديون، فالولايات المتحدة تطبع المزيد من الدولارات غير المغطاة برصيد من الذهب بل إن هذه الدولارات غير مؤمنة بأى شىء سوى الثقة العالمية العامة فى اقتصاد الولايات المتحدة وقدرتها على تجييش العسكر وتنظيم ثروة الإمبراطورية، وما دام العالم يقبل الدولار كعملته النقدية العالمية فإن هذه الديون الزائدة عن الحد لن تمثل عقبة كبيرة للكوربوقراطية. قوم القرصان الأمريكى "الدولار" بدور كبير فى اغتيال أو خطف الجنيه المصرى الذى استسلم بقدرة قادر للعملة الأمريكية وذلك بحكم سياسة الدولة الرشيدة التى طالما تسعى إلى للحفاظ على العملة المحلية.

فى نهاية الأمر نقول بأن عملتنا المحلية ركعت للدولار الأمريكى وسبحت بحمده وامتثلت لجميع أوامره وذلك بفضل حبوب القوة التى يتعاطاها الدولار لينتصر على جميع العملات العالمية بما فيها طبعا الجنيه المصرى المغلوب على أمره الذى يتعرض للتحرش يوميا من قبل الدولار وغيره.
الجريدة الرسمية