ننتشر كواليس الاجتماع الطارئ لـ«الجامعة العربية».. مندوبو 8 دول فقط حضروا الاجتماع.. «العربي»: يجب العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.. وكبير المفاوضين الفلسطينيين يدعو لإدخال الم
حضور هزيل لمندوبي الدول العربية في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة الذي عقد اليوم لبحث الأوضاع الجارية في غزة، حيث لم يحضر الاجتماع سوى ٨ من مندوبي الدول الدائمين لدى الجامعة العربية، هم "مصر، الجزائر، الأردن، العراق، ليبيا، الإمارات، وفلسطين".
وفيما بدأ الاجتماع بمقاعد كثيرة خالية من ممثلي الدول حيث لم يحضر في بداية الاجتماع سوى ١٤ دولة، وأعلن بدء الاجتماع عقب اكتمال المصاب لبدء الجلسة.
عدد كبير من المندوبين الدائمين ممن لم يشاركوا في الاجتماع كانوا في إجازاتهم السنوية، كمندوب المغرب، وتونس على سبيل المثال، إضافة إلى غياب سفير المملكة الذي تزامنت الدعوة للاجتماع مع وجوده في المملكة حيث زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المملكة، وبسبب سرعة الدعوة للاجتماع كان هذا التمثيل على مستوى المشاركة من جانب المندوبين الدائمين.
وكما تفاوت التمثيل للدول الباقية بين نائب السفير، وبين أحد موظفي السفارة.
وترأس الاجتماع سعيد الحاضي، نائب سفير المغرب، والذي ترأس بلاده مجلس الجامعة العربية، وحضر الاجتماع صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، ورئيس وفد فلسطين إلى الاجتماع.
وبدأت الجلسة بكلمات لكل من الأمين العام، ومندوبي كل من مصر، الجزائر، الأردن، وقدم الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الشكر لمصر على جهودها المبزولة في المفاوضات التي ترعاها بين الجانب الفلسطيني، والإسرائيلي.
وأكد على أن الجامعة تؤيد الجهود المصرية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار معربا عن الأمل في مواصلة كافة الجهود من أجل إنهاء الاحتلال.
وأشار إلى أنه يواصل اتصالاته حاليا مع وزراء الخارجية العرب بشأن الزيارة المرتقبة لقطاع غزة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وهناك رغبة من الجميع للقيام بهذه الزيارة على غرار ما تم في 2012.
وقال العربي أن المطلوب حاليا ليس مجرد وقف العدوان وانما العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مشدداعلى أن تلاعب الجانب الإسرائيلي بمفاوضات السلام اصبح غير مقبول في ظل مساعيها لتغيير الواقع على الأرض.
وجدد دعوته لمجلس الأمن بتحمل مسئولياته لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أنه يجري في هذا الجانب اتصالات مع الرئيس الفلسطيني والأمين العام للامم المتحدة والأطراف المعنية من أجل العمل على إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
أما صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين فطالب الجامعة العربية بدعم مبادرة بلاده لحث الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية وروسيا والصين وجميع دول العالم لاقامة جسور برية وبحرية وجوية لايصال المساعدات الإنسانية والوقود والاحتياجات الغذائية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 7 إلى 10 أيام بالتوازي مع المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر حاليا من أجل تثبيت وقف إطلاق النار على قطاع غزة.
ودعا إلى دعم الجامعة لمد جسور برية وجوية وبحرية لادخال لمساعدات إلى غزة تأتي ضمن المبادرة المصرية والجهد المصري المبذول لوقف العدوان الإسرائيلي.
وأكد عريقات أن إسرائيل لا تتزال تتبع سياسة الاستفزاز والابتزاز والتصعيد ولا تريد تهدئة دائمة مشيرا إلى أن المطالب الفلسطينية التي تضمنتها ورقة الوفد الفلسطيني الموحد بالقاهرة تتحدث بلسان فلسطيني واحد وليست شروطا أو مطالب وانما هي تفاهمات متفق عليها مع الجانب الإسرائيلي ولكنه لم يلتزم بها إذ تريد إسرائيل إبقاء الوضع على ما هو عليه.
وحذر من استمرار مستنقع الحرب الإسرائيلي الذي يستهدف بالأساس ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني، وربط إيصال الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني والبني التحتية بما تريده إسرائيل من أمور سياسية بما فيها الحديث عن نزع سلاح المقاومة.
وشدد عريقات على ضرورة العمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع الاستمرار في جهد التفاوض.
أما السفير طارق عادل مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية فقال بأن مصر نجحت في مواصلة جهودها عبر الأيام الماضية، والتي أدت إلى عودة التهدئة واستئناف المفاوضات، حيث قبلت إسرائيل بهند هل ٧٢ ساعة، على أن يبدأ العمل على تثبيت الهدنة في القاهرة.
وسرد عادل الجهود التي قامت بها مصر على صعيد دعم المفاوضات الجارية في القاهرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر تلقت ببالغ الأسى خبر استئناف العمليات العسكرية على قطاع غزة، الأمر الذي فرض جهود تجديد وقف إطلاق النار، من جانب مصر، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والعودة الفورية لوقف إطلاق النار.
وأشار عادل إلى أنه وانطلاقا من مسئولية مصر فإن معبر رفح استمر في العمل لمرور الحالات الإنسانية ولتمكينهم من المرور إلى مصر، وتوزيعهم على المستشفيات المصرية المختلف، لافتا إلى أن ٧٥٠٠ شخص جرى عبورهم من الجانبين، إضافة إلى ١٢٠٠ طن من المواد الغذائية والدوائية التي وصلت إلى القطاع.
الحدث البارز خلال الاجتماع تمثل في تقديم دولة الجزائر شيكا بقيمة ٢٦.٥ مليون دولار من مساهماتها في صندوق دعم السلطة الفلسطينية.
وقال السفير نزير العرباوي سفير الجزائر ومندوبها لدى الجامعة العربية الذي سلم الشيك خلال الاجتماع، أن هذا الشيك يعد الدفعة الثانية التي تقدمها الجزائر من مخصصاتها في صندوق دعم السلطة الفلسطينية، لتكون بذلك قد قدمت حصتها البالغة ٥٣ مليون دولار.
وندد السفير الجزائري في كلمته بالعدوان الغاشم على غزة، مشيرا إلى أن القطاع يعاني منذ سبع سنوات الحصار الجائر والاعتقالات، بينما يتعرض الشعب الفلسطيني في غزة ولا يزال لهجوم عسكري وحشي.
ولفت العرباوي إلى ما أقدمت عليه الآلة العسكرية الإسرائيلية على القطاع على غزة، من هجوم وحشي بربري ارتكبته دولة الاحتلال بعد فشل المفاوضات، بل ويعتبر ردا على المصالحة، وخاصة بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وبعد جلسة مغلقة لم تدم طويلا خرج مجلس الجامعة ببيان هزيل دعا فيه الحكومة المصرية إلى مواصلة جهودها لتثبيت اتفاق الهدنة الذي تم التوصل اليه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة للتوصل لاتفاق نهائى من شأنه إنهاء العدوان الاسرائيلى على غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى.
وقدم المجلس في بيانه الشكر والتقدير لمصر على الجهود التي اضطلعت بها منذ اندلاع الأزمة في غزة وكذلك لمبادرتها في هذا الصدد.
وأعلن ابقاء مجلس الجامعة على مستوى المندوبين في حالة انعقاد دائم، مشيرا إلى أن الأمين العام للجامعة العربية قدم تقريرا عن الجهود الدبلوماسية العربية المبذولة على المستوى الدولي لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الدعم للموقف الفلسطيني.