رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «أشبال داعش» يخوضون «حرب الخلافة».. «ابن شروف» يساعد أباه في حمل الرءوس المقطعة.. «الشايق» في رحلة وهمية لتركيا مع طفليه.. و«حقوق الإنسان العراقية

فيتو

"احتسبي أبناءك طيورا في الجنة" كلمات وقعت كالصاعقة على قلب الكثير من الأمهات اللاتي قرر رجالهم أخذ منهم أطفالهم ليلقوا بهم في التهلكة أو ما يسمي بالجهاد من أجل تنظيم داعش، يبدو أن استخدام الأطفال أصبح ظاهرة ليست بجديدة فالكثير من الأنظمة الجهادية تتجه إلى استخدام الأطفال بلا شفقة ولا رحمة فعلي طريقة استخدام الجماعة الإرهابية للأطفال في مصر تسير داعش الآن.


الشايق

عبد الله وأحمد ناصر الشايق حكاية طفلين أوهم أبيهما طليقته بأنه سيسافر مع طفليه في رحلة سياحية، في حين أنه كان متوجهًا إلى تركيا، في طريقه لينضم بطفليه إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الطفلان لم يكملا المرحلة الابتدائية، إذ أن الأول دون الـ11 عامًا، فيما يصغره الآخر بعام، لكن ظروفهما العائلية قادتهما للعيش مع والدهما، بعيدًا عن والدتهما، وذلك إثر انفصال الوالدين قبل سبعة أعوام، والأب ناصر الشايق سعودي «أربعيني»، كان موظفًا حكوميًا، وأب لهذين الطفلين اللذين لم يشأ لهما أن يكملا دراستهما، أو يعيشا بأمن وأمان، فقد أخذهما قسرًا، ليضمهما إلى صفوف مقاتلي «الدولة الإسلامية».

لقد تغير وضع الطفلين في الآونة الأخيرة بعد أن ألحقهما والدهما بأحد الأندية في الرياض لتعلم الرماية والسباحة وركوب الخيل، كما تغير وضعهما المادي، لدرجة أثارت ذهول الجميع، فكان يغدق عليهما كثيرًا، ولا أحد يعلم مصدر ذلك المال، خصوصًا أنه موظف حكومي راتبه بسيط».

وقبل أيام جاء الطفلان لزيارة والدتهما، وأخبراها بأنهما سيقومان مع والدهما برحلة سياحية لإحدى الدول الخليجية، إلا أن تلك الوجهة تغيرت، بعد أن بث الطفل الأكبر عبر معرفه في «أنستجرام» صورة، ذكر بجوارها أنه في تركيا، مضيفًا ببراءة أنه سيصبح مثل الممثل التركي «مهند»! فاتصلت به والدته، وأخبرها بأن والدهما فاجأهما بذلك، ولم تكتمل المفاجأة، إلا حين أرسل والد الأطفال رسالة إلى طليقته، أخبرها فيها بأنهما سيصبحان «طيورًا في الجنة»، ويخطرها بأنه انضم إلى المقاتلين في إحدى مناطق الصراع، كما بث مغردون من تنظيم «داعش» الإرهابي صورًا للطفلين مع والدهما، وخلفهما شعار «داعش» الأسود، مؤكدين أن الطفلين «لن يدخلا ساحات القتال مباشرة، وإنما سيتم تجنيدهما وتدريبهما».

ابن شروف

أما النموذج الثاني كان لطفل عمره 7 سنوات وهو يحمل رأس واحد ممن جز التنظيم رءوسهم في سوريا، وهي لأحد أبناء خالد شروف، اللبناني الأصل المولود قبل 31 سنة في أستراليا، والذي ذاع صيته الدموي الشهر الماضي لكثرة ما ظهر في صور بحسابه في مواقع التواصل وهو يحمل رءوسًا مقطوعة بثها على "تويتر" مرفقة بتغريدة قال فيها: "هذا هو ابني" من دون أن يذكر اسمه، حيث بدا الابن ببلوزة صيفية وشورت وعلى رأسه قبعة خضراء، كما وكأنه في نزهة عائلية.

وتناول بالشرح شروف الذي كان مقيمًا مع عائلته في ضاحية بمدينة سيدني الأسترالية، وغادرها مع زوجته وأبنائه للقتال مع "داعش" في سوريا والعراق العام الماضي، أن الصورة تم التقاطها لابنه في مدينة الرقة بالشمال السوري، فيما كانت صورته الثانية مع اثنين مسلحين من أبنائه الثلاثة، وعمر كل منهما تحت الثامنة تقريبا، وخلفهما راية "داعش" وبجانبها الأب متمنطقا برشاشين، في لقطة عائلية وإرهابية بامتياز.

الساعة في اليد اليمني

بدا الطفل في الصورة واضعا ساعته في يده اليمني مثلما ظهر الخليفة الداعشي أبو بكر البغدادي حين ألقى خطبة الجمعة في مسجد الموصل الشهر الماضي، وهو ما يشرحه الجهاديون بأنه "لعدم التشبه بالكفار، لأن وضعها في اليسرى مذموم، وفي اليمنى محمود" أي كما نرى في صور عدة لبن لادن والظواهري، وغيرهما الكثير من الجهاديين هنا وهناك.

و تجدر الإشارة إلى أن "شروف" الاب هو أبو مصعب الأسترالي اتهموه بالتخطيط لأعمال إرهابية في أستراليا، وأدانوه حين اعتقاله في 2005 بالسجن 4 سنوات، ثم أبقوه في خانة المرصودين بالمراقبة الأمنية المشددة وصادروا جوازه ومنعوه من السفر.

عمليات انتحارية

و في سياق متصل أكدت وزارة حقوق الإنسان العراقية أن تنظيم الدولة الإسلامية قام خلال الفترة الماضية بتجنيد أطفال عبر وسطاء للقيام بعمليات انتحارية مقابل مبالغ تتراوح ما بين 500 إلى 3000 دولار أمريكي تدفع للوسطاء، لافتة إلى أنه "يتم جذبهم عن طريق شباب آخرين يقدمون لهم المغريات وكذلك يتم غسل أدمغتهم بأفكار تكفيرية تعصبية بدعوى الجهاد".

عصائر بحبوب هلوسة

كما أضافت الوزارة أنه قبل إرسال هؤلاء الأطفال إلى التفجير يسقونهم عصائر مملوءة بحبوب الكبسلة والهلوسة.

و الجدير بالذكر أن هناك 38 دولة سجل فيها تجنيد الأطفال بطريقة غير مشروعة خلال السنوات العشر الماضية، حسب بيانات الأمم المتحدة، وغالبيتها شهدت حروبًا ونزاعات مسلحة وهي: أفغانستان، ألبانيا، الجزائر، أنغولا، أذربيجان، بنغلاديش، بورما، بوروندي، كمبوديا، كولومبيا، كونغو - برازافيل، كونغو- كنشاسا، اريتريا، إثيوبيا، يوغسلافيا السابقة، أندونيسيا، الهند خصوصًا في إقليم كشمير، العراق، إيران، فلسطين، لبنان، ليبيريا، المكسيك، باكستان، باباوا وغينيا الجديدة، البيرو، الفيلبين، الشيشان، رواندا، السودان، سيراليون، الصومال، سيريلانكا، طاجيستان، تركيا، وأوغندا.

فرض حظر على جميع اشكال التجنيد

و من جانبها تدعو منظمات دولية جميع حكومات العالم إلى فرض حظر على جميع أشكال تجنيد من تقل أعمارهم عن 18 عامًا في صفوف أي قوات مسلحة، وإلى التصديق على معاهدة الأمم المتحدة بشأن الأطفال الجنود وتطبيقها بشكل كامل، حيث إن من شأنها الحد من عدد الأطفال الذين يستخدمون في العمليات الحربية، يذكر أن ما لا يقل عن 60 دولة، من بينها أستراليا والنمسا وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، لا تزال تجند بصورة قانونية أطفالًا في سن السادسة عشرة والسابعة عشرة.

الجريدة الرسمية