رئيس التحرير
عصام كامل

العبور الثانى بالحب لمصر


أعرف عن يقين، أن قادة الإخوان فى ارتباك وتخبّط، وإن مثّلوا غير ذلك أمام الناس. فالشاطر كثير السفر، يريد إنقاذًا للإخوان من الخارج، لأنه لا يجد حلولًا داخلية، ومرسى المكروه ينتظر أمر مكتب الإرشاد الذى ينصحه بتقليل ظهوره، لأنه يُزيد فشل خططهم فشلًا.


لقد تحوَّل صراعهم من صراع من أجل السلطة إلى صراع من أجل البقاء، فلقد أضحى المناخ العام فى البلاد يُنبئهم بالحكم القادم بسقوط الدستور المعيب الذى أصدروه وسقوط تأسيسيته التى شابها عوار تمثيل الكافة.

إنهم يعرفون أكثر من أى شخص أن السلطة سُحبت من تحت أقدامهم، وما أفعالهم إلا "حلاوة روح"!! وقريبًا سنراهم يُحاكمون على جرائمهم، على مدى ما يُقارب القرن من الزمان، فى حق هذا الوطن الصلب وهذا الشعب العظيم!!

وإن مَن حاول أن يحاورهم من ساسة مدنيين، طيلة المُدة السابقة، فى اعتداء صارخ على الشعب، لساقط معهم لا محالة، لأنه لا حوار مع مُعتدٍ على قانون البلاد!!

لقد ظن كل الفشلة من الساسة، أيًّا كانت هويتهم الأيديولوجية، أن السياسة هى تلك التى تقبع فى النظريات الجامدة بين دفتَى كتاب أو فى جدية رجال الدولة فقط!! إلا أن هذا ليس صحيحًا، رغم فشلهم فى تلك أيضًا.

فالسياسة مُستلهمة من كل منحى من مناحى الحياة، ولو كانت لدى هؤلاء الثقافة الكافية، لعرفوا أن السياسة أكبر من مجرد ما يُدرس أو ما يخدعون به البُسطاء، فهى الحياة، والسياسى الناجح هو الذى يُظهر حبه الصادق ومعرفته الحقة ببلاده، ويمتلئ بروح محلية وإدراك عالمى، ليفعل للصالح العام دونما خداع.

إلا أن مرسى لا يحمل ذرة حب لمصر فى قلبه، وبالتالى هو يحفظ القرآن دونما محبة لله ودونما معرفة بروح النص وتطبيقه لصالح العباد، فهو وإخوانه لا يُفكّرون إلا بالسلطة المُجردة. لا يهمهم حب تجاه الوطن أو الأرض ومواطنيها، فالذى يملك تلك فقط هو ذاك الجندى والضابط الذى ضحّى وبذل دمه للتُراب الطاهر ولم ينتظر ثمنًا، وهكذا هو المُحب!!

فهل تقف إلى جانب أمك المريضة بالسرطان -عافى الله كل الأمهات وأبعد عنهم الأمراض- أقول هل تقف إلى جانب أُمك المريضة، منتظرًا الثمن؟! بالتأكيد لا.. بل وتجدك مُتمسكًا بكل أمل، لا تسمح لقلبك أن ييأس ولا يستكين من الدعاء ورؤية شفائها، لماذا؟ لأنها أمك التى تُحب!!

إلا أن الإخوان هم أقل من أن يكونوا سرطانًا، لأنهم أغبى من قدرة هذا المرض اللعين على الانتشار، ولكن لننظر إليهم على أنهم كذلك، لتكون مقاومتهم أشد مما يتصورون، وهو ما يحدث اليوم بالفعل فى ربوع مصر وكفورها.

هُم سرطان فقط فى ما بينهم، فالجميع بداخلهم يسعى فقط نحو السلطة ولا شىء سواها، فتجدهم يدمِّرون بعضهم البعض من أجلها، وليس من أجل الوطن أو حتى الدين، كما يدعون!! لذا يجب أن لا ننسى أنهم يُسهمون معنا فى سقوطهم!!
إن الحب يصنع المُعجزات، وها هى مصر تنتفض حُبًّا فى كل أرجائها، وقد بدأ هذا الحب من منبته الطبيعى، بخط القناة الباسل، لتنتشر عدوى العشق فى كل مكان فى مصر، مُدافعة عن مصريتنا ببركة من الله لنا.

إنه العبور الثانى بالعشق لأُمّنا مصر، ونصر ساحق على عدو كان يقف خلف هؤلاء الإخوان، ولكنه يتركهم ليغرقوا وحدهم. وقد ظهر كم غبائهم وانعدام قدرتهم على حب الوطن أو الدين أو حتى الذات!!
إننا ننتصر لمصر!!

والله أكبر والعزة لبلادى..
وتبقى مصر أولًا دولة مدنية

الجريدة الرسمية