رئيس التحرير
عصام كامل

مبعوث الجامعة العربية للسودان: الحوار الوطني يحتل الأولوية ويحظى بتأييد كبير.. «حليمة»: ٨٠ حزبا يشاركون فيه.. لابد أن يكون الحوار بدون أي تدخل خارجي.. والوضع بدارفور وكردفان والنيل الأزرق في

السفير صلاح حليمة
السفير صلاح حليمة


قال السفير صلاح حليمة، مبعوث جامعة الدول العربية إلى السودان إن الحوار الوطني السوداني أصبح الموضوع الرئيسي، الذي يحتل أولوية الآن في السودان، الأمر الذي يتسم بالشمولية سواء من حيث الأطراف المشاركة فيه أو الموضوعات المطروحة محل الحوار.


وأوضح حليمة في تصريحات خاصة لـ"فيتو" إلى أن هناك تأييدا محليا وإقليميا ودوليا واسعا لعملية الحوار الذي جاء بمبادرة من الرئيس عمر البشير وحظى بالتأييد من جانب الأطراف السودانية المختلفة.

وأضاف:"أهم ما في هذا الحوار أن تستجيب الحركات المسلحة للدعوة الموجهة إليها للمشاركة في هذا الحوار، وهو أمر يحتاج لمجهود واتصالات وخاصة من جانب المجتمع الدولي لحث هذه الحركات على الانضمام للحوار سواء كان ذلك بشروط مسبقة نأمل ألا تكون هناك بالفعل، أو بدون شروط مسبقة، وذلك من منطلق المصلحة الوطنية".

وأكد حليمة على أن الحوار الوطني السوداني يستهدف التوصل لتسويات سياسية للقضايا التي يواجهها السودان، سواء ما كان منها قضايا محلية، أو قضايا ذات طابع دولي، معربا عن أمله حال بدء الحوار أن يكون حوارا سودانيا - سودانيا دون أي تدخل خارجي، إلا إذا اقتضى الأمر ذلك.

وشدد حليمة على ضرورة أن يتسم الدور الدولي بحياد تام حال اقتضى الأمر وجوده في الحوار الوطني، بحيث لا يكون هناك ضغوط من طرف على آخر في الحوار، وبالتالي يكون تشكيل الدول، المنظمات التي قد تشارك في الحوار بدور وسيط، أو مراقب يجب أن يتسم بالتوازن، بمعنى أن تشارك فيه كافة الأطراف المعنية بالشأن السوداني، سواء كانت من الدول الغربية، أو العربية، وخاصة دول الجوار، وكذا بالنسبة للمنظمات الدولية والإقليمية بحيث لا يتم استبعاد أحد.

وحول الحركات والأطراف الرافضة للحوار الوطني بالأساس خاصة الحركات الشبابية الجديدة يقول حليمة:"ليس هناك رافضون بكثرة للحوار في السودان، ومن حيث المبدأ فإن هناك أغلبية من القوى السياسية تؤيد الحوار وتعمل على تشجيعه، وأعتقد أن عدد من شارك في الحوار وصل إلى ٨٠ حزبا منها الأحزاب التقليدية الرئيسية، ربما حزب الأمة، برئاسة الصادق المهدي، نتيجة ما تعرض له من فترة من حيث الاعتقالات دفعه لطرح رؤية لإتمام الحوار، ولكن برغم ذلك فهو مؤيد الحوار وليس ضده، ولكنه يضع بعض الشروط في إطار رؤية معينة".

ولفت حليمة إلى أن هناك تأييدا للأهداف الرئيسية للحوار، وأنه لو كان هناك خلاف فهو على بعض المطالب والشروط وكيفية إجراء الحوار وآلياته، وبالتالي من الممكن التغلب على هذه المعيقات التي تحول دون البدء في حوار بين الأطراف السودانية على النحو المنشود.

وعلى صعيد الوضع الإنساني الحالي في السودان خاصة في دارفور، كردفان والنيل الأزرق قال: "الوضع في دارفور، ووفقا للتقارير الأخيرة تؤكد على أن الأوضاع الإنسانية قد تحسنت، خاصة بعد تراجع الصراعات المسلحة بين الحكومة، والحركات المسلحة، وفي نفس الوقت هناك جهود كبيرة سواء من جانب الجامعة العربية، أو من جانب دول عربية فيما يتعلق بعملية إعادة الأعمار والبناء والتنمية، وذلك على ضوء المؤتمر الذي عقد لتنمية دارفور واستراتيجية التنمية التي تم وضعها وشارك فيها العديد من أعضاء المجتمع الدولي.

وأضاف: أيضًا هناك طبقا لتقرير رئيس اليوناميد الذي قدم لمجلس الأمن مؤخرًا أن قوات الدعم السريع التابعة للحكومة السودانية قد انسحبت تقريبا من دارفور وبالتالي لم يعد هناك الصراع المسلح بالشكل الذي كان قائما من قبل، وهذا يعطي فترة أفضل للمسار الإنساني والمسار التنموي ليتضاعف ويتم تكثيفه على نحو يحقق مزيدا من الأمن والاستقرار وشيوع السلام في دارفور.

فيما يتعلق بجنوب كردفان والنيل الأزرق أشار إلى أنه لا يزال هناك من آن لآخر صراعات مسلحة، لم يزل هناك بعض النازحين واللاجئين الذين يحتاجون لمساعدات ودعم من جانب المجتمع الدولي وأعتقد أن الحكومة السودانية تنشط في هذا الاتجاه وتسعى لتذليل العقبات تسهيل عمليات الإغاثة في هذه المناطق.

وفيما يتعلق بزيارة مبعوث الأمين العام للشئون الإنسانية الشيخة حصة آل ثاني أوضح أنه يجري الإعداد الآن للزيارة،، لافتا إلى أن هناك ترتيبات لتكون هذه الزيارة شاملة لزيارات ميدانية، ولقاءات على مستويات رفيعة، وهناك أيضًا بجانب كل ذلك برامج يتم الإعداد لها في المجال الإنساني.

وأشار إلى أن برامج الجامعة العربية منذ تم فتح مكتب مبعوث الجامعة العربي في السودان لا يقف عند حد الإغاثة العاجلة، من حيث تقديم المساعدات الغذائية والإنسانية، ولكن يساهم في عملية التعافي المبكر، عبر إنشاء مراكز خدمية، وقرى نموذجية، تتوافر فيها الميتة والكهرباء والعيادات الطبية، فضلا عن المدارس، ونادي اجتماعي، مسجد ومركز شرطة.

وأكد على أن زيارة الشيخة حصة ستأتي في إطار برامج معدة في نفس هذا الاتجاه، والمحور الإنساني، ولا تستهدف فقط تقديم مساعدات ذات طبيعة مؤقتة، وإنما أيضًا مساعدات ذات ديمومة على المدى البعيد.
الجريدة الرسمية