رئيس التحرير
عصام كامل

ورقة الدكتور وجدي زيد لإصلاح التعليم !!


الحقيقة المؤكدة هي أنه لا تقدم ولا تنمية بدون تعليم.. والدول التي نهضت وتطورت كان بفضل اهتمامها بالتعليم، بل إن التعليم أعاد دولا إلى الحياة مرة أخرى مثل اليابان وكوريا وكثير من الدول التي انهارت في الحربين العالميتين الأولى والثانية. التعليم هو الذي جعل دولًا تصعد إلى القمر وتوفر حياة سعيدة لشعوبها.. ودولا أخرى مازالت تتسول غذاءها وتكتوي بنيران الجهل والمرض والتخلف والخرافات..

هناك دول كثيرة ليس لديها أية موارد طبيعية وبسبب اهتمامها بالبحث العلمي أصبحت أغني دول العالم (اليابان – كوريا الجنوبية-سنغافورة- ماليزيا– إسرائيل وغيرها).. وهناك دول لديها ثروات وموارد طبيعية كثيرة وبسبب إهمالها للتعليم أصبحت مجرد سوق استهلاكية وتستورد معظم احتياجاتها من الخارج (كل الدول العربية والإسلامية إلا القليل منها).

إذا كنا نطمع في بناء مصر جديدة ونهضة حقيقية، فذلك لن يحدث إلا بالاهتمام بالتعليم من الحضانة حتى الجامعة، فالاقتصاد مبني على التعليم حتى الرياضة وكرة القدم أصبحت بحثا علميا، ونحن لن نخترع العجلة من جديد في مجال التعليم فهناك تجارب دول كثيرة يجب أن نستفيد منها ونبدأ من حيث انتهوا..

د.وجدي زيد -المستشار التعليمي والثقافي لمصر في أمريكا وتركيا سابقا، ومن خلال تجاربه في كثير من الدول التي نهضت قام بإعداد ورقة مهمة للنهوض بالتعليم في مصر وربطه بالمستقبل واحتياجات سوق العمل، بحث د.زيد الذي تجاوز أربعمائة صفحة مبني على الاهتمام بالتعليم الفني والتكنولوجي، ويرى وهو محق في ذلك- أن مصر ليست في حاجة ولعشرات السنين القادمة إلى خريجي الكليات النظرية، وحتى ليست في حاجة إلى 7 آلاف طبيب يتخرجون كل عام ويفتقدون التعليم والتدريب والقيم الصحيحة.

يرى أيضا أن تقسيم الكليات إلى قمة وقاع لا يُوجد في أي دولة في العالم، وأن الفشل هو النظر إلى طالب الدبلوم الفني بأنه الطالب الفاشل، د.وجدي طرق أبوابا كثيرة ومهمة في البلد محاولا توصيل رؤيته لأولي الأمر وأصحاب القرار وهو في ذلك لا يسعى إلى منصب أو شهرة أو مال بل يريد فقط أن تستفيد البلد من رؤيته التي هي خلاصة خبرته في الحياة.

كانت الأبواب دائما مغلقة أمامه ولكنه يأمل في هذا العهد أن يُسمع صوته، لأنه لا مفر أمامنا من الاهتمام بالتعليم بشكل عام والتعليم الفني والتكنولوجي بشكل خاص واستحداث منصب نائب وزير للتعليم الفني أو حتى وزارة لن يحل المشكلة، بل قد يؤدي إلى مزيد من المشاكل والتدهور..
ياريت نستفيد من الأفكار المطروحة في إصلاح التعليم لأنه ليس رفاهية بل قضية حياة أو موت.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية