استكمل "الجراحة" يا ابراشي!
على يومين..فتح الزميل العزيز وائل الإبراشي وبمهارة كبيرة أخطر الملفات المصرية على الإطلاق..هو الملف الذي يلومك البعض و ينهروك إن اقتربت منه..وهو الملف الذي تحتكره فئة بعينها بحجة الاختصاص والتخصص..وهو الملف الذي قد يحرق صاحبه إن اقترب منه بغير ترو..وبغير موازنات محسوبة بميزان الذهب وهو الملف الذي يهيمن على حياة الناس بتفاصيلها..و رغم ذلك لا يقدرون أهميته ولا قيمته ولا تأثيره على كل شاردة وكل واردة في حياتهم..
ورئيس تحرير هذه المؤسسة المرموقة (فيتو..الموقع والجريدة) الأستاذ عصام كامل وكذلك كاتب هذه السطور يتصلان بشكل أو بآخر بالمسألة..فقبل سنوات كانت من بين مهامنا في جريدة الأحرار اليومية الإشراف على صفحة الرأي..والتي ارتفع نصيبها من صفحتين أسبوعيا إلى أربع صفحات..وكان الأستاذ عصام مديرا لتحرير الأحرار..وفي الأحرار كتب لأول مرة في صحيفة مصرية المفكر الكبير الدكتور أحمد صبحي منصور قبل الهجرة إلى أمريكا هربا من التربص به لاختلاف الآراء..وكتب أستاذنا المفكر الكبير عبد الفتاح عساكر..وكذلك الدكتور عثمان على..وكثيرون من المنتمين لمدرسة العقل في فهم الإسلام وكانوا غير مصدقين أن صحيفة مصرية تفتح لهم صفحاتها هكذا..!
ولأنها صفحة للرأي في صحيفة ليبرالية كان هؤلاء الأساتذة الكبار يكتبون جنبا إلى جنب المنتمين إلى مدرسة النقل في فهم الإسلام..وكان حوارا تاريخيا امتد لسنوات بلغ حد الاشتباك العنيف..والأسبوع الماضي يعيد التاريخ نفسه..وكتبنا هنا..على " فيتو " أكثر من مقال لنفتح الجرح المرير المؤلم..وفي كلا التجربتين كانت الأصداء أكبر مما يتصوره الكثيرون..بما يؤكد وبغير شك..أن الناس تتطلع - رغم الخوف الدائم من التجديد- إلى التجديد..وإلي فقه معاصر يخاطب العالم في القرن الواحد والعشرين..
وكما تطور العالم بين تجربتنا في الأحرار قبل عشر سنوات كاملة..ييسر الله في المقابل سبلا لفتح الجرح المزمن..الذي بات مرهقا للأمة الإسلامية بكاملها..إنه التراث وما لحق به من مدسوسات وأساطير وخرافات..وهو كله عمل بشري..يقبل الأخذ والعطاء.ولا حرج في الحالين!
اليوم..فضائية شهيرة وصحفي وإعلامي بارز..ناجح..ومثقف..والأهم..أنه شجاع..يفتح من جديد.."إصابة" قديمة جديدة في جسد الفقه والشرع الإسلاميين..ولا ينبغي أن يغلقه إلا وكلمة تقال فيه..من المؤسسة المعنية بالأمر كله..لا ينبعي أن يغلق الملف قبل أن يتطهر الجرح تماما ووقتها نستطيع أن نتباهي بكتب دينية متجددةوعصريه..
فليعتبرها الإبراشي إذن مهمة مقدسة..أو جهادا في سبيل الله..مأجور عليه ومأجورة عليه قناته..وما أجمل من أن تبرئ الإسلام الجميل بما أضيف إليه ظلما وعدوانا..اللهم بلغت اللهم فاشهد..