رئيس التحرير
عصام كامل

المرأة.. المنحة الربانية للإنسانية

فيتو

المرأة هى المنحة الربانية للإنسانية، لا يمكن أبدا أن تنال الشعوب من قيمة المرأة بها ولا التقليل من شأنها، فهى الأم والأخت والزوجة والبنت وهى مصدر الحنان للبشرية وواجهة الرقى الحضارى للشعوب.

يقولون من علم فتى فقد علم إنسانا ومن علم فتاة فقد علم أسرة بأكملها، لما تساهم به الفتاة فى أسرتها وتحملها دائما لأعباء الحياة والصبر الذى منحه الله تعالى إياها لتكون مصدر الرحمة للبيت ككل، وما نعرفه عن المرأة أقل بكثير مما يمكن أن توصف به المرأة.
إن وضع المرأة فى المجتمع يتغير بتغير المجتمع الذى نشأت به، وما هى الثقافة التى يعتقدون فيها وما هو مقدار القهر الذى تعانى منه وما هو مقدار الحريات التى تتمتع به وما هى الإجراءات الحاكمة التى تمنع أن ينال من حريتها الآخرون.
يقولون إن من تربى على يد ملكة عامل زوجته كملكة، وهذه هى الحقيقة فكما تعامل الأب مع الأم تجد الأبناء يكررون ما تربوا عليه، فإذا كانت الأم فى البيت هى الملكة كانت الزوجة ملكة وإذا عوملت الأم كخادمة كانت معاملة الزوجة كذلك ففى نظر الأبناء أن زوجاتهم لن تكن أبدا أفضل حالا من أمهاتهم وهذا ما يجب أن تقوم عليه حياتهم.
علينا أن نعرف ثم نعلم أولادنا من هى المرأة أولا وكيف تعامل وكيف تحترم ثانيا وكيف نمنع عنها ما يضايقها وما ينتقص من قدرها وما يمكن أن يسبب لها أذى أو جرحا فالجروح منها ما ينسى ومنها لا ينسى ونظرا لطبيعتها الحنونة فأكثر الجروح لديها لا تنسى.
علينا أن نرى فى كل امرأة أختا أو أما ونراعى الله فيهن حتى وإن كانت نظرة لا يراعى فيها حدود الله تعالى علمت هى بها أم لم تعلم، فالأصل هو مراقبة الله فى الأفعال والأقوال، "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، ومراعاة الله فى النظرة هو احترام الإنسان لإنسانيته والبعد عن صفات الحيوانية التى ارتقى به الله تعالى على سائر المخلوقات وأن مراعاة الله هى الرقابة الذاتية التى لا تضاهيها أى رقابة أخرى فما لا يرضاه الإنسان لأخته أو لأمه لا يرضاه لأى إنسانة أخرى.

الجريدة الرسمية