رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في السعودية.. أسرار وخطط المواجهة !


المعلن - وهو صحيح - أن الزيارة اقتصادية بالكامل، لكن من غير المقبول ولا المعقول أن تعود البوارج الأمريكيه إلى المنطقه بحجة محاربة "داعش" ولا يناقش الرئيس السيسي ولا الملك عبد الله الأمر !! كما أنه من غير المعقول أيضًا أن يعلن قيادات البلدين أن القمة المصرية السعودية تستهدف مناقشة المخطط الأمريكي...!


وما لم يعلن الأيام الماضية عن القمة السعودية القطرية التي جمعت بين العاهل السعودي وحاكم قطر.. أن الزياره تحولت إلى محاكمة لأمير قطر وتم توجيهه فيما يشبه الأمر إلى الضغط على حماس للقبول بالمبادرة المصرية وانتوقف الجزيرة تدخلها في الشأن المصري وأن تعتذر قطر للإمارات بعد الكشف عن خلية التجسس القطرية هناك !! وبالفعل تدخلت الكويت بين قطر والإمارات بطلب قطري ووصل الوفد الفلسطيني فعلا وأوقفت الجزيرة مباشر برنامجها عن مصر في اليوم نفسه.. وقطعا كل ذلك على سبيل المناورة وامتصاصا لغضب الملك عبدالله !!

أما ما تجاهلته مصر فهو كثير.. فلا أعارت أي اهتمام لكلام الرئيس الأمريكي عن ضرورة الإفراج عن موظفي الجزيرة.. ولا عن شائعات الزلزال الأمريكي الصناعي بالسويس.. ولا عن إعدام حماس قائدها المتهم بالتجسس لمصلحة مصر وهو ما يعني اعتبار حماس لمصر - في حال صحة الاتهامات - أنها عدو ويتساوى مع الإسرائيليين !!!

على كل حال.. يحدث الآن ما توقعناه وكتبناه في ذات المكان قبل أسابيع وقلناه على الهواء في برنامج الإعلامي البارز أسامة كمال على القاهرة والناس، وقلنا إن السعودية تراجعت بالفعل عن مواقفها في كل من سوريا وليبيا واعتمدت عشرات الجماعات المتطرفة في قائمة الإرهاب واوقفت دعمها لهم واستبعد الملك عبد الله كثيرين ممن تسببوا في توريط المملكة في كل ذلك وغيرهم وقلنا إن "داعش" هي المبرر الموضوعي لعودة أمريكا إلى الخليج بكامل عتادها لإحداث التوازن الذي اختل بالتحالف المصري الخليجي المدعوم بشكل كامل من كل من روسيا والصين اللذان يزحفان بقوة على المنطقة..

وقلنا إن أمريكا حصلت على الكارت الأحمر من المنطقة غير مأسوف عليها وأن خلافا كبيرا بسبب ذلك بين أوباما من ناحية والبنتاجون والاستخبارات الأمريكية من ناحية أخرى.. بسبب خسارة النفوذ والوجود الأمريكي وكان كله أحد آثار ونتائج ثورة 30 يونيو في مصر !!

اليوم سيناقش الملك والرئيس كل ذلك..العودة الأمريكية..داعش..التحالف القطري التركي..عبث الأسرة الحاكمة المتحكمة في قطر..سوريا..ليبيا...حماس..العدوان الصهيوني..وستنتهي المفاوضات بإعلان آخر يتحدث عن التعاون الاقتصادي والاستثمارات..وعن مؤتمر دعم مصر..وعن العلاقات القوية بين البلدين...وكلها صحيحة..أما الترتيبات الأمنية والعسكرية فلن تخرج من غرف المفاوضات.. وستتخذ طريقها للتنفيذ ولإصلاح أخطاء جسيمة وتاريخية ومريرة جرت بالمنطقة.. وحتى لو بدت بطيئة..ولكنها ستتم بالطريقة المثلى..وكما يقول الكتاب !
الجريدة الرسمية