باحث أمريكي: يجب على واشنطن استئناف المساعدات العسكرية للقاهرة لمواجهة «إرهاب ليبيا».. إريك تراجر: الأوضاع في طرابلس تمثل تهديدا مباشرا لمصر.. و«التهامي» ناقش قضية الحدود مع نظيره
قال إريك تراجر، الباحث المتخصص في شئون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن تصاعد الاضطرابات في ليبيا يمثل خطرا على حياة المواطنين المصريين الذين يعيشون ويعملون هناك، مشيرا الي أن حادث مقتل «جنود الفرافرة» في رمضان الماضي، أثبت أن الحدود المصرية يسهل اختراقها.
ودعا «تراجر»، الولايات المتحدة الأمريكية إلى تجاوز خلافاتها مع الحكومة المصرية، واستئناف مساعدتها للقاهرة لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن الحدود الليبية المصرية تسببت في قلق الحكومات المصرية المتعاقبة، وخاصة بعد تدفق الأسلحة والمخدرات والمهاجرين غير الشرعيين بحرية من ليبيا إلى مصر بعد الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي.
وبحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة عام 2013، فإن الأسلحة التي تنتقل من ليبيا الي مصر تشكل تهديدا صريحا للأمن الداخلي المصري، موضحا أن الحكومة المصرية عملت خلال العام الماضي على تحسين الوضع، ولكنها لم تحقق إلا نجاحا طفيفا.
وحلل «تراجر» الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة لحماية حدودها من الاضطرابات الليبية، مشيرا الي إقامة علاقات أمنية وثيقة مع ليبيا ودول الجوار، إذ وقع وفد عسكري مصري برئاسة وزير الدفاع صدقي صبحي عقدا للتعاون العسكري بين ليبيا ومصر في أبريل 2013.
وبحسب «تراجر»، التقى رئيس المخابرات الليبي سالم عبد السلام، ورئيس أركان الجيش عبد السلام جاد الله، بنظيريهما المصريين الشهر الماضي، لبحث قضية الحدود، وبعض القضايا الأخرى التي تحتاج لتعاون بين البلدين، مؤكدا أن الحكومة المصرية نفت أي نية للتدخل العسكري ضد مسلحي ليبيا.
وأضاف: «سعت القاهرة لتحقيق تعاون مع قادة القبائل البدوية بالصحراء الغربية من خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهم في مناسبات متكررة خلال توليه منصب وزير الدفاع، لإقناعهم بجمع الأسلحة مقابل إعادة النظر في القضايا المسيسة أمام المحاكم المصرية ضد قادتهم والتي أسقط الكثير منها عقب ذلك».
وأكد زعماء القبائل، أن «السيسي» سعى لعدم تحويل الصحراء الغربية إلى سيناء أخرى، لكن الباحث الأمريكي يقول إنه رغم ذلك، إلا أن زعماء القبائل واصلوا مشاركتهم في تهريب السلاح والمخدرات بين حدود الدولتين.
وردا على الأحداث الليبية، أصدرت الإدارة الأمريكية بيانا في السادس من أغسطس الجاري، أيدت فيه صراحة التعاون الإقليمي بين مصر ودول المغرب العربي، فيما قال «تراجر» إن الإدارة الامريكية لا بد وأن تعكف على تقديم العون لمصر لمواجهة هذا التهديد.
واقترح الباحث الأمريكي في تقريره أن تبدأ واشنطن مساعدتها للقاهرة من خلال المشاركة في البعثة الأوربية لضبط الحدود الليبية، والتي بدأت عملها بتطوير البنية التحتية لأمن الحدود هناك في مارس العام الماضي، حيث تشمل أنواع من البرامج والأدوات التي ربما تسهم في إيقاف تدفق السلاح والتكفيريين إلى مصر.
وتابع بأن الإدارة الأمريكية لا بد أن تعمل فورا على استئناف المساعدات العسكرية التي علقها الكونجرس، للسماح لمصر بالحصول على المعدات التي تحتاجها للقيام بأعمال المراقبة الجوية على طول الحدود الليبية لحل الأزمة.