مسيحيو الشرق ومأساة المسلمين
"إن كنت محبًا كن صادقا وإن كنت غير ذلك فأنت متلون" مدحت قلادة
مأساة مسيحيي الشرق وكل الأقليات في المنطقة صابئة مندائيين أيذيين شيعة وسنة أيضا كلها تكمن في وطنهم الأصلي فتراب أرض الوطن هي أجساد أجدادهم وذكرياتهم وولائهم على اختلافهم تتفاقم المأساة في عالم اليوم عالم بلا ضمير عالم فقد إنسانيته وأصبح شغله الشاغل هو العمل على أجندته.
مأساة يعيشها المختلف في الشرق فالذبح والنحر وسط التكبير والسرقة والنهب حلال والاغتصاب أصبح جهادا والنساء أصبحن سبايا، وتغيرت كل القيم الإنسانية لنعود إلى أزمنة غابرة يتسلح فيها الغوغاء والدهماء بأسلحة فتاكة حديثة وبعقول وأفكار بائدة.
مأساة يعيشها المسيحيين في بلاد الشرق ويعيشها 30 ألف أيذدي في العراق، يموت الأطفال عطشا ويذبح الرجال والنساء تغتصب أو تؤخذ سبايا طبقا للشرع.
يعتقد العديد أن مأساة الأقليات في منطقة العالم الإسلامي هي مأساة للأقليات فقط ولكنها في الحقيقة هي ليست كذلك هي مأسأة المسلمين أنفسهم فأصبح الدين بعد تشويهه دين الذبح والنحر.
وبات للعالم أجمع أن صور الذبح والنحر والرايات السوداء وعلامة لا إله إلا الله ماهى إلا صورة لسفاحين وقتلة ليسوا باسم الدين فقط بل هم أمام العالم الدين بعينه.
مأساة المسلمين في تشويه دينهم فأصبح الدين يحلل الإرهاب والقتل والذبح والنكاح أيضا وانتهاك الأعراض والاغتصاب.. لذلك ليس بعجيب أن ترى الملايين من البشر تركوا الإسلام طوعا والتجأوا إلى الإلحاد ليس بغريب أن ترى أي شخص يخاف الاقتراب منك لأنك مسلم.. ليس بغريب أن ترى على أرض الواقع تغييرا واقعيا لكلمات مأثورة فبدلا من دخلوا في دين الله أفواجا أصبح خرجوا وهربوا بعدما اختطف الدين وأصبحت الغالبية صامتة والأقلية ذاعقة.
مأساة اليوم هي مأساة المسلمين من الذين اختطفوا الدين واختطفوا الله ذاته فأصبحت كلماتهم هي كلمات الله وشرعهم وأفكارهم هي أفكار الله نفسه فأباحوا سفك الدماء.
مأساة المسلمين في أنهم متشرذمون ليس لهم صوت واحد حكومات وملوك وأفراد انقسموا فالنسبة الكبيرة من الشعوب تهلل لانتصار داعش السنية على العلويين والشيعة والمسيحيين والايذديين والصابئة والمندائين فهولاء كل شخص منهم داخله داعش ولو أتيحت الفرصة لسلك طريق الجهاد وأصبح ذابحا ناحرا مغتصبا وربما يعتقد أنه سوف يقف أمام الله المحب يتباهى بكم نفس نحر وكم بشر ذبح وكم فتاة أغتصبت "حاشا لله".
مأساة المسلمين العقلاء بالأكثر الذين يدركون أن هذه الأعمال هي تشويه للدين ولهم ولكن ذنبهم أكبر لأن صمتهم ضعف وتخاذلهم هوان.
والواقع أن إدانتهم ليست قوية وليست لها صدى على أرض الواقع وليست لها قدرة على التغيير.
مأساة العالم الإسلامى القابل على تشويه الدين وملوك ورؤساء العالم الإسلامى فالكل ملك يقف ينتظر تحرك الشيطان الداعشى نحو مملكته ليندم على صمته وربما تعضيده لهم..ومأساة العالم الإسلامى أجمع الذي يقف ويتنظر تحرك الغرب ليؤكدوا للعالم أجمع انهم دمى في سوق السياسة العالمية.
والمأساة الكبرى أن من احتضن ثعبانا مات مسوما ومن آمن إرهابيا مات مقتولا ومن صمت على سرق بيت جاره سيكون هو الضحية غدًا والصامت عن الحق شيطان أخرس.
medhat00_klada@hotmail.com