رئيس التحرير
عصام كامل

الأسد يدافع عن عرينه بدمشق ويرفض الخضوع للضغوط الدولية..الإيكونومست:أقارب الرئيس يتحصنون فى جبال قيسون وجبهة بشار هى الأقوى..تجاهل مطالب شعبه وهدد بخوض الانتخابات الرئاسية القادمة

 الرئيس بشار الأسد
الرئيس بشار الأسد

فى ظل الاشتباكات الدامية التى تشهدها سوريا، بين النظام الحاكم متمثلا فى الرئيس بشار الأسد والمعاضة السورية، فإن أفراد النظام وأقارب الرئيس لايزالون يتحكمون فى مقاليد الدولة، وبحسب تقرير صادر عن مجلة "إيكونوميست" البريطانية، فأنه على الرغم من خروج عدد من أفراد أسرة الرئيس السورى بشار الأسد، خارج سوريا فى فترة تلت نشوب الأزمة السورية واحتدام المواجهات بين قوات المعارضة والقوات النظامية، إلا أن آخرين من أسرة الأسد لايزالون متواجدين داخل دمشق، وتحديدا فى أماكن محصنة يمكن الدفاع عنها بسهولة وقصف المناطق المحيطة بها فى جبل قاسيون.

وذكرت المجلة فى تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت، إنه على الرغم من موجة العنف التى طالت العاصمة دمشق، وتمكن قوات المعارضة من الاستحواذ على عدد من القرى والمدن فى شرق وشمال البلاد وصولًا إلى بعض القرى المحيطة بالعاصمة السورية، فإن حلفاء الأسد لا يزالون يحكمون قبضتهم على المحاور الشمالية والجنوبية لدمشق، فضلا عن سيطرتهم على مدن حمص وحماة، وصولا إلى المنطقة الساحلية المحيطة بميناء اللاذقية.
وأضافت المجلة أن السلطة فى سوريا مازالت مرتكزة فى يد دائرة صغيرة محيطة بالأسد، وتضم هذه الدائرة عائلة مخلوف، التى تشمل أقارب والدته، ومجموعة من القادة الأمنيين، أما فيما يتعلق بالمعارضة، فإن معظم المنشقين عن الجيش والحكومة السوريين هم من أصحاب الرتب والدرجات الأقل فى كليهما، مع الوضع فى الإعتبار أن الجيش والحكومة لم تعد لديهما أية سلطات تذكر فى الوقت الراهن داخل البلاد.
وتناولت المجلة الوضع الحالى للأشخاص المقربين من الأسد، فى ظل ماوصلت اليه سوريا بعد شهور طويلة من التناحر، فقالت إن الأسد ، الذى فاز بلقب الرئيس الأكثر شعبية بين الزعماء العرب، والذى أكد ذات مرة قدرته على التحرك بسيارته الشخصية فى مختلف أنحاء سوريا دون حراسة، أصبح اليوم ممقوتا من أبناء شعبه، فلم يعد يظهر بشكل علني، وفى حال انتقاله لأحد الأماكن فإن ذلك يتم دون إعلان سابق وتحت حراسة أمنية مشددة، ويعد ظهوره بمسجد فى شمال دمشق فى نهاية يناير الماضى هو الظهور الأخير.
وأشارت "إيكونوميست" أنه وفقا لدبلوماسيين، فإن الأوضاع فى سوريا كلما ازدادت سوءًا، زاد الأسد تحديًا ووقاحة، فالرئيس السورى لم يتجاهل مطالب شعبه بتنحيه عن منصبه فحسب، بل إنه لم يحرج كذلك من التلميح بإمكانية خوضه الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها العام المقبل إذا ما أصبح الحل السياسى محل تفاوض مع المعارضة السورية.
وقالت المجلة البريطانية إن التقارير التى أوردتها بعض وسائل الإعلام بشأن وجود الأسد على سفينة حربية روسية قبالة الساحل السورى ، واستخدامه لمروحية خاصة يستخدمها لإجراء بعض الأمور الرسمية مثل اللقاءات مع المسئولين أو الزوار ، ليست صحيحة، وغالبا فإن الأسد لايزال متواجدا داخل دمشق.
أما عن قرينته أسماء الأسد، فذكرت المجلة أنه رغم ما نشر سابقا من شائعات بشأن هروبها من سوريا إلا أنه من المرجح أن تكون أسماء متواجدة فى دمشق مع زوجها وأنجالهما الثلاثة، وبخلاف ما توقعه السوريون من قرينة الرئيس التى نشأت فى بريطانيا حول موقفها من الإصلاح ، فإن الرسائل البريدية التى تبادلتها أسماء مع زوجها أثناء تواجدها خارج البلاد لشراء الأحذية والمزهريات باهظة الثمن، ونشرتها صحيفة الجارديان البريطانية العام الماضى بعد تسربها، دفعت السوريين لمعاداتها ووضعها مع زوجها فى كفة واحدة.
وقالت "إيكونوميست" إنه فيما يتعلق بماهر الأسد، الشقيق الوحيد المتبقى للرئيس السورى والرأس المدبر لحملة القمع الواسعة التى خلفت أكثر من 60 ألف قتيل حتى الآن، فيشاع أنه فقد أحد ساقيه فى تفجير مبنى الأمن القومى فى دمشق فى منتصف يوليو الماضي، غير أن هذا الأمر لم يتم تأكيده حتى الآن، ويرى الكثير من أبناء الطائفة العلوية أن ماهر قد يخلف أخيه بشار فى حال تخليه عن منصبه.
وأوضحت المجلة البريطانية أن بشرى الأسد ، شقيقة بشار التى فقدت زوجها آصف شوكت فى تفجير مبنى الأمن القومى، خرجت مع أولادها الخمسة من سوريا إلى دبى بعد مقتل زوجها، ويعتقد البعض أنها تمارس ضغوطًا كبيرة على شقيقها، أما بشأن أنيسة مخلوف، والدة الرئيس السورى وقرينة الرئيس السابق حافظ الأسد، فقد انتقلت للعيش مع بشرى فى دبى الشهر الماضى بعد شهور كانت تقوم بدور المستشار لنجلها بشار، ويقول البعض أن أنيسة تؤيد رد فعل أكثر عنفا مما ينتهجه نجلها حاليا فى التعامل مع معارضيه منذ منتصف عام 2011.
وذكرت المجلة إن الدائرة المحيطة بالأسد تضم أيضا ابنى خاله رامى وحافظ مخلوف، وقد امتنع الأول عن الظهور علانية بعد أن صرح ذات مرة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن النظام السورى سيقاتل حتى النهاية، أما حافظ فيسود الإعتقاد بأنه أصيب فى انفجار مبنى الأمن القومي، وأنه لايزال موجودا بالعاصمة السورية حتى يومنا هذا.
الجريدة الرسمية