رئيس التحرير
عصام كامل

«التاريخ» ينتصر للفريق سعد الدين الشاذلي.. صاحب خطة «نصر 37».. انتقد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل.. حكم عليه بالسجن لنشره مذكرات حرب أكتوبر.. و«المعزول» يمنحه قلادة ا

الفريق سعد الدين
الفريق سعد الدين الشاذلي

عاش حياة حافلة، ضاربا أروع الأمثلة في خدمة وطنه، مقاتلا صلدا، من خير أجناد الأرض، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في حرب السادس من أكتوبر المجيدة، جاء ذلك قبل أن تعترف الكتب الدراسية بدوره العظيم مع ثورة 30 يونيو، وإقرار إنجازاته في دروس التاريخ للصف الثالث الثانوي. 

وضع الشاذلي خطة النصر التي عُرفت بالمآذن العالية، ليتحقق النصر المؤزر، لتلعب السياسة بعدها دورها ويقصي من رئاسة الأركان على هامش واقعة الثغرة الشهيرة ليعين سفيرا لمصر في بريطانيا والبرتغال، ويصطدم مع الرئيس السادات معارضا للسلام مع إسرائيل، ليتم إقصاؤه مرة ثانية ليرحل للجزائر لسنوات لاجئا سياسيا.

اتخذ الشاذلي قرارا جريئا في نكسة 1967، وذلك بعد انقطاع الاتصالات مع القيادة المصرية، فأمر "مجموعة الشاذلي" بالعبور إلى الحدود الدولية قبل غروب يوم 8 يونيو، وتمركز بقواته داخل أراضي فلسطين المحتلة التي يسيطر عليها العدو الإسرائيلي بنحو خمسة كيلو مترات، وبقي هناك يومين إلى أن أمرته القيادة المصرية بالعودة بعد عودة الاتصال.

واستطاع أن يقطع أرض سيناء كلها دون أي دعم جوي، وبمؤن قليلة، ونجح في العودة بكامل معداته للجيش المصري سالما، وكان آخر قائد ينسحب من سيناء.

وبسبب خطة تحرير سيناء وقعت خلافات بين الشاذلي ومحمد أحمد صادق - وزير الحربية آنذاك -؛ حيث طلب الشاذلي القيام بعملية هجومية في حدود إمكانيات الجيش، تقضي باسترداد من 10 إلى 12 كم في عمق سيناء، وإثر ذلك أقال السادات الفريق صادق، وعين المشير أحمد إسماعيل خلفا له كوزير للحربية.

الجذور والنشأة

ولد الفريق الشاذلي في 1 أبريل 1922، وهو من أبناء محافظة الغربية، وكان الرأس المدبر والمهندس الحقيقي لحرب السادس من أكتوبر عام 1973، وشعر الرئيس الراحل السادات، وكذلك خليفته الرئيس الأسبق مبارك بالغيرة منه بعدما اشتهر كقائد عسكري عقب انتصار أكتوبر وكان أحد ضحايا نظامي السادات ومبارك، وذلك على خلفية خلافه مع السادات بشأن تطوير القتال.

ومن خبراته العملية أنه كان قائدا لأول قوات عربية (قائد كتيبة مصرية) في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة وعمل سفيرا لمصر في البرتغال وبريطانيا، واتبع مبدأ من مبادئ الحرب الحديثة، وهو "المناورة بالقوات"، ومؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر.

قلادة النيل
منح الرئيس المعزول محمد مرسي، قلادة النيل العظمى، لدور الشاذلي في حرب أكتوبر المجيدة في 3 أكتوبر 2012؛ حيث تم إنشاء طريق كبير للربط بين الطريق الدائري وطريق مصر الإسماعيلية يحمل اسم الفريق سعد الشاذلي.

وللفريق الشاذلي الكثير من الكتب منها "الخيار العسكري العربي"، و"الحرب الصليبية الثامنة"، و"أربع سنوات في السلك الدبلوماسي"، ويعرض في كتابه الأخير كيف قوبل في بريطانيا بحملة شرسة من اللوبي الصهيوني، موجهين إليه تهمة أنه إبان حرب أكتوبر 73، أمر جنوده بقتل الأسرى اليهود، وهي تهمة باطلة نفاها الفريق الشاذلي في جميع وسائل الإعلام البريطاني، وبذلك ازداد الرجل شهرة، في حين أن السادات كان يريد من تعيينه سفيرًا تحقيق عكس ذلك.

سنوات المنفى

في سنوات المنفى نشر الفريق الشاذلي كتابه (حرب أكتوبر)، وكانت عواقب هذا النشر عالية التكلفة؛ حيث أحيل الشاذلي غيابيا لمحكمة عسكرية وصدر ضده حكم بالسجن ثلاث سنوات، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية ووضعت أملاكه تحت الحراسة.

الجريدة الرسمية