ماذا قال باسم يوسف في ألمانيا؟
أعود إلى الأيام الخمسة التي قضيناها بين أروقة قاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة بون ضمن ألفي مشارك من كافة مؤسسات العالم الإعلامية والتي تعقد سنويا بدعوة من دويتشة فيلا حيث كان الافتتاح أسطوريا وكان بطل الجلسة الأولى الإعلامي الساخر باسم يوسف.
قوبل باسم يوسف كمناضل وقدم للحضور حال كونه حالة استثنائية تعدت مرحلة الإعلام إلى النضال السياسي ضد نظام الإخوان وضد كل نظام وتحول الرجل في الجلسة الافتتاحية إلى حالة مهمة تخطى خلالها حدود النجومية المحلية إلى المنظر السياسي صاحب الرؤية بل وزاد على ذلك أن قدمه المنتدى الإعلامي العالمي وبشكل ضمني حال كونه حالة اضطهاد ضد الإعلاميين الشرفاء إن لم يكن ضد الحرية.. فماذا قال باسم يوسف ؟
كان باسم يوسف محددا في كلمته منطلقا بعد عرض فيلم وثائقى عن برنامج البرنامج منذ البداية وحتى إسدال الستار.. تحدث باسم عن تجارة الخوف أو الحكم بالخوف أو إثارة مخاوف الناس من أجل السيطرة عليهم وبدت كلمته فلسفية تتطال الجميع.. كل من يتاجر بالخوف ليتحكم في الجماهير وقال باسم " قد تنجح التجارة بالخوف ولكنها حتما لا تستمر".. ربما قصد النظام المصرى الحالى وربما أراد أن يقول أن هناك فزاعة تستخدم ضد الجماهير في مصر.. فزاعة الإخوان.
ووجهة نظر باسم التي طرحها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى لاقت استحسانا لدى الحضور ربما بسبب الموقف الألمانى المتعنت من ثورة ٣٠ يونيو وربما لأن الغرب بشكل عام يحادثنا كثيرا عن الديمقراطية ولا يراها إلا وفق أجندته ووفق برامجه ووفق ما يراها صالحا لنا دون خصوصية تحكمها معايير أخرى قد تغاير المجتمعات الغربية.
أيا كان فإن ما قاله باسم حوله في وجهة نظر الحضور إلى مضطهد، مطارد، مظلوم.. ومناضل في ذات الوقت يواجه أنظمة عاتية.. قال لى باسم إن بوابة فيتو ظلمته كثيرا وأنه عانى بسببها وبسبب ما نشرتها عنه وعن تفاصيل برنامجه.
ربما لم يكن باسم يرغب في أن تعرف الجماهير تفاصيل فسخ تعاقده الأخير مع إم بى سي مصر والذي حصل بموجبه على مبلغ مالي كبير وهو ما كشفته فيتو.. أتصور أن هذا سبب غضب باسم من فيتو وأعتقد أن هذه هي آفة كل إعلامي يتصور أحيانا أن انتقاده أمر فوق التصور وأعتقد أيضا أن عددا كبيرا من زملائنا الإعلاميين يمارسون النقد ضد الجميع فإن وصل إلى محطتهم يتحول الشخص إلى ديكتاتور!