أردوغان.. بائع «الكعك والليمون» الرئيس الـ 12 لـ«تركيا».. بدأ حياته السياسية مع «أربكان» وانتقل من «البرش» إلى «العرش».. أنهى رئاسة الحكومة بفضيحة
أعلن رسميا في تركيا اليوم، فوز المرشح الرئاسي رجب طيب أردوغان، برئاسة تركيا عقب فوزه في الانتخابات التي جرت اليوم بالتصويت الشعبى المباشر، لأول مرة في تاريخ البلاد، حيث كان يقوم البرلمان باختيار رئيس البلاد، ويعد أردوغان الرئيس الـ 12 للبلاد على مدى تاريخها، بنسبة 53 % من الأصوات، ونافسه على المنصب مرشحان آخران هما، أكمل الدين إحسان أوغلو، أكاديمي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي سابقا، المدعوم من حزبي المعارضة الرئيسيين –حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، وصلاح الدين دمرتاش – مرشح حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد.
ويعد الرئيس التركي الجديد، الزعيم الأكثر نجاحا في تاريخ تركيا حسبما وصفته شبكة بي بي سي البريطانية سيطر على المشهد السياسي خلال 11 سنة سابقة وقاد حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى ثلاثة انتصارات انتخابية.
ولد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عام، 1954 لأب يعمل بخفر السواحل في مدينة ريزه بساحل البحر الأسود التركي فيما قرر والده الانتقال بأسرته إلى مدينة "إسطنبول" عندما كان في الثالثة عشر من عمره لتحسين مستوي معيشتهم.
عمل أردوغان، بائعا "للكعك والليمون" في شوارع إسطنبول خلال فترة مراهقته، للحصول على المال كما تلقى تعليمه في إحدي المدارس الإسلامية قبل حصوله على البكالريوس في الإدارة من جامعة "مرمرة" بإسطنبول.
التقي أردوغان بـ"نجم الدين أربكان" أول رئيس وزراء إسلامي للبلاد، أثناء دراسته بالجامعة، وتطورت حياته السياسية سريعا خلال عمله بحزب الرفاه التركي والذي تم حظره في 1998 فيما أصبح رئيسا لبلدية إسطنبول عام 1994.
ثم قام هو ومجموعة من النواب المنشقين عن حزب الفضيلة الإسلامي الذي كان يرأسه "أربكان" أيضا عقب حل حزب "الرفاه" تم حله أيضا، بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 22 حزيران 2001، وكانوا يمثلون جناح المجددين في حزب الفضيلة، بتأسيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البلاد.
يطلق البعض على الحزب وسياساته لقب العثمانيين الجدد وهو ما أقره الحزب من خلال أحد قادته وزير الخارجية أحمد داود أوغلو حيث قال في 23 نوفمبر 2009 في لقاء مع نواب الحزب: «إن لدينا ميراثا آل إلينا من الدولة العثمانية. إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد. نعم نحن العثمانيون الجدد»
ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا. نحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال أفريقيا، والدول العظمى تتابعنا بدهشة وتعجب.
يطمح رئيس الوزراء التركي السابق، في ولايته كرئيس للبلاد إلى إعادة صياغة الدستور من أجل إعطاء مزيد من السلطات للرئيس قبل توليه هذا المنصب حسب بي بي سي.
شهد عام 2013 احتجاجات واسعة ضد حكم رئيس الوزراء أردوغان من قبل المعارضين له والذين لم يصوتوا لحزبه في انتخابات 2011، على خلفية أضخم قضية فساد في رأس الحكم تشهدها البلاد، تورط بها عدد من رجاله ونجله "بلال"، فيما يشير منتقدو أردوغان إلى فشله في تجريم الدعارة والكحوليات داخل دولته كدليل على فشل مشروعه الإسلامي.
وعلى الرغم من ذلك فإن معارضيه أنفسهم يشهدون على تحول تركيا إلى بقعة نظيفة في عهده كما أن استشعار البعض بعدم كونه فاسدا كباقي ساسة تركيا هو ما تسبب في دعمه له في البداية حسب بي بي سي.
من جانب آخر استطاع أردوغان استغلال خلفيته الإسلامية لاجتذاب متديني تركيا لصالحه في الوقت الذي عانوا فيه من خلافهم مع السلطة العلمانية هناك، ولكن موالاته الزائدة للإسلاميين ألصقت به تهم التحريض على الكراهية الدينية بعد ذلك.
من الغريب أن "أردوغان" واجه حكما بالسجن لمدة عشرة أشهر قبل توليه رئاسة الوزراء، ولكنه أطلق سراحه بعد أربعة 4 أشهر فقط، فيما فاز حزبه العدالة والتنمية بأغلبية ساحقة في الانتخابات التركية عام 2002 بعد أن كان محظورا من المحاكم لأنشطته المناهضة للعلمانية.
كان أردوغان ممنوعا من تولي أية مناصب سياسية بالدولة ولذلك لم يستطع الترشح لانتخابات البرلمان كزملائه، بالعدالة والتنمية، أعقب ذلك تغييرات في القانون التركي، سمحت له بخوض الانتخابات واختياره رئيسا للوزراء بعد فوزه بأيام في مارس 2003.
من بين القضايا الجدلية التي شهدتها تركيا خلال تولي أردوغان منصب رئيس الوزراء كانت حظر الحجاب داخل المؤسسات الحكومية هناك، ولكنه استطاع التوصل لإلغاء قرار الحظر، من خلال تصويت البرلمان عام 2008 وهو ما اعتبره البعض انتصارا كبيرا له ولحزبه.
وجهت لحملته الرئاسية انتقادات متعلقة بالقمع والترويع وتجنيد أجهزة الدولة لصالح حملته، وجاءت الاتهامات على لسان منافسيه في الانتخابات الرئاسية التي تمت اليوم.