رئيس التحرير
عصام كامل

أومااااااااااال !!


" اوماااال " هي التعليق المفضل المصاحب للمحامي فريد الديب حتى إنها تلازمه في كل تعليقاته..يرددها بتلقائية سواء اندهش مستمعوه أو لم يندهشوا..أمام منصات القضاة وأمام ميكرفونات الإعلاميين..إلا أنه يدهشنا فعلا وفي كل الأحوال!

الديب يغمز ويلمز دائما بفصل النائب العام أيام الزعيم جمال عبد الناصر..يريد تصوير الأمر بالجريمة النكراء..وأنها طعنة في قلب العدالة وفي صميمها..إلا أنه هو نفسه.. -هو نفسه الديب والله العظيم- بعد دقائق معدودة يشيد بقرار الرئيس مبارك وعهده لأنه أصدر عام 84 أول قانون في مصر يحصن النائب العام ويمنع عزله!

بالطبع لن يقول الديب لكم ولا لنا أن قرار العزل الأول أيام الرئيس ناصر كان منضبطا مع القانون ووفقا له وملتزما به وطبقا لنصوصه ولم يكن عزلا بالمعني المعروف وإنما كان نقلا للنائب العام رئيسا لمحكمة الاستئناف الذي خلا بخروج رئيسها المستشار فؤاد سري إلى المعاش..وبعيدا عن الكلام والفلسفة..تعالوا ننقل لكم جزءا من شهادة النائب العام "المعزول" المستشار محمد عبد السلام الذي يقول هو نفسه وبالحرف وفي عبارة ننقلها كاملة بما فيها ما يستشف منه خلافه مع السلطة وصدامه معها لكن كل ما يعنينا مضمونها حيث يقول:

"وفي غمرة هذه الأحداث، وعلى الرغم من أنني رأيت كدأبي من قديم، البعد عن المعركة الانتخابية، فقد رأى حكامنا أن الآوان قد آن للتخلص مني، ويبدو أنهم لم يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى حجة تبرر إحالتي إلى المعاش، فقرروا نقلي إلى منصب آخر، وأسعفتهم الظروف بإحالة رئيس محكمة استئناف القاهرة الأستاذ فؤاد سري إلى التقاعد بحكم السن، ولم أجد محلًا للاعتراض على إسناد هذا المنصب الكريم إلىّ، ولا أدري ما الذي جعل الوزير يخشى مفاتحتي في الموضوع ويوسط في عرض المنصب عليَّ المستشار عادل يونس رئيس محكمة النقض، فاتصلت بالوزير وقابلته وعاتبته على أنه لجأ إلى الوساطة، وصارحته بأنني لا أمانع في قبول هذا المنصب" !!

وبالطبع علامات التعجب من عندنا..
الديب يفته دائما الحديث عن عزل النواب العموميين قبل عبد الناصر..وكيف فعلها حتى مصطفى النحاس في العهد الليبرالي الذي يتباكون عليه حيث أقال المستشار محمود عزمي النائب العام في قضية الأسلحة الفاسدة...وكذلك لن يقول لنا بالطبع عن النائب العام المستشار على نور الدين الذي عزله السادات من موقعه...والذي ظل عهده كاملا بغير تحصين النائب العام..!!!

لكن..لماذا يتوقف فريد الديب فقط عند جمال عبد الناصر؟ ولماذا يتجاهل غيره؟ وما سر كل هذا الغمز واللمز ضد الزعيم الكبير وحده؟ ولماذا يعتقد الديب أنه وحده القادر عن الحديث عن القضاة؟ وما هي التفاصيل المزيفة والمبالغ فيها والمشوهة في قضية ما أسموه بـ "مذبحة القضاة" ؟ كل ذلك وغيره سنقوله المقال القادم....
اومااااال !!
الجريدة الرسمية