البحث عن سيد نفيسة
ما بُنى على باطل.. فهو باطل.. حقيقة لا مراء فيها..وللحق والحقيقة.. مسلسل "السبع وصايا" خدعنا.. أخذنا للبحر لنعود عطشى كما ذهبنا وربما أكثر..ترقبنا منذ البداية وتتبعنا هروب الأخوة الستة ورحلة بحث "بوسى" عنهم لتنفيذ وصايا الأب "السيد نفيسة".. انتظارًا لظهور جثة السيد الوالد "نفيسة".. الذي حولته الممثلة المغمورة "اوسا" وبقدرة قادر وبحيل سينمائية ساذجة إلى ولى من أولياء الله وصاحب كرامات..
لقد بنى المؤلف مسلسله على عدد من الأمور الباطلة والساذجة.. وصدقناها أو تماشينا معها على أمل أن نكتشف شيئًا خطيرًا في النهاية يُبرر كل هذه الخزعبلات الدرامية.. صدقنا أن الأب الذي يعيش في غيبوبة لسنوات يستيقظ فجأة وأبناؤه يخططون للتخلص منه فيسبهم ثم يعود لغيبوبته مرة أخرى.. وقلنا صدفة..!
صدقنا أن أهل الحارة التي عاش فيها هذا السيد نفيسة ويعرفونه حق المعرفة..صدقوا أنه ولى من أولياء الله وداوموا على زيارته والتبرك به.. وزيارة مقامه المقام في شقته..لماذا وما الأسباب لا ندرى.. في الوقت الذي يتهكم فيه أحد أبنائه على هذا العبث..!
صدقنا أن السيد نفيسة يظهر لأبنائه في مناماتهم ويرشدهم ويوجههم.. واتضح في النهاية أن عقلهم الباطن يُصور لهم هذه الأوهام..!
وصدقنا أن الصدف السعيدة جعلت أحد أبناء السيد نفيسة يعمل عند تاجر خشب في محافظة وأخوه يعمل مع تُجار في محافظة أخرى.. ويتضح في النهاية أن كل التجار من عائلة واحدة.. كل هذا لتبرير لقاء الأخين.. يا سلام..يا محاسن الصدف..!
و صدقنا أن ابنة السيد نفيسة التي هربت إلى الإسكندرية ومارست الشحاتة بدلًا من الرذيلة.. تخفى جثة صاحبة البيت الذي تسكنه رغم موتتها الطبيعية.. وتُبقى على الفلوس التي لا يعلم عنها أحد شيئًا حتى يظهر زوجها فجأة وبدون مبرر ليسرق فلوس صاحبة البيت فتقتله وتخفى جثته بجوار جثة صاحبة البيت وتصبح قاتلة ثم عشيقة لابن صاحبة البيت الذي جاء بعد زمن ليسأل عن أمه..!
و صدقنا أن الأخت "إم إم" وزوجها في رحلة بحثهما عن ابن يعشقان و"يتبنيان".. قردا.. !و صدقنا أن ابنة السيد نفيسة بقدرة قادر تكتشف علاجًا أنجع من "الفياجرا" ثم يتضح أنه دواء فيه "سمٌ قاتل".. وصدقنا أنها تفهم في تركيب الأدوية رغم أننا لم نعرف أنها خريجة كلية الصيدلة مثلًا.. !
لقد صدقنا كل ذلك وغيره مُرغمين على أمل أن تعود جثة السيد نفيسة ونكتشف الحكمة من اختفائها.. ولكن اكتشفنا أن "الست اوسا" ضحكت على الكل وسرقت الملايين بشيكات مكتوبة بأسماء أصحابها وكلهم ماتوا ماعدا " بوسى .. فكيف ورثتهم "اوسا" وكيف صرفت الشيكات وكيف أثبتت أنهم ماتوا.. رغم أنهم قتلوا ولم يُكتب لأحدهم أو إحداهن شهادة وفاة.. و"بوسى" حية تُرزق.. صحيح معطوبة نفسيًا أو عقليًا.. ولكن حية تُرزق وتُخطرف..
أين ذهبت جثة السيد نفيسة.. هل كما جاء على لسان مخرج الفيلم الذي كتبته "اوسا" ( استخبى في الدولاب أو نط من الشباك أو ربنا أعمى بصيرتهم ولم يروه وهو يخرج ).. ما هذا الكلام بالله عليكم.. هذا كلام "فض مجالس" كما يقولون.. أو "أي كلام والسلام"..
بصراحة السيد المؤلف "لبسنا العمة"..و ضحك علينا طوال شهر رمضان.. فيبدو أن السيد المؤلف اختلت منه الخيوط وتشابكت وتلعبكت.. فاخترع حكاية سيناريو فيلم "اوسا" وكلام المخرج ليبرر عدم عودة جثة السيد نفيسة..!
و الغريب أن السيد المؤلف بتصريحاته الفيسبوكية.. زاد الأمر "طينا" حينما حاول أن يبرر عدم ظهور الجثة فأكد من حيث لم يقصد.. "خيابة" عدم ظهور الجثة بقوله (مع إني أخذت قرارال ا أتناقش ولا أعلق لأن التأويل حق المتلقي، بس أنا هقول حاجة أخيرة، في الحلقة الثانية بوسي قالت الجملة دي بالنص، "الجثة اللي اختفيت دي احنا اللي خفيناها ؟؟ لا، دي حاجة مش بأيدنا لا فاهمينها ولا هنفهمها دي حاجة رباني الله أعلم معناها أيه).
يا سلام.. والنبى إيه.. يعنى طلعنا كمشاهدين أغبياء.. ولم ننتبه للحكمة العبقرية التي قالتها الست بوسى.. بالله عليكم هل هذا كلام.. هل هذا منطق. هل هذا تبرير.. يعنى إيه ياستنا "الحكيمة" الفيلسوفة "بوسى" (الجثة اللي اختفيت دي احنا اللي خفيناها ؟؟ لا، دي حاجة مش بأيدنا لا فاهمينها ولا هنفهمها دي حاجة رباني الله أعلم معناها ايه").. شى الله يا سيد يا نفيسة.. ما هذا الدجل والتلفيق الدرامى.. أو المسلسلاتى.. ألم أقل كم ما بُنى على باطل فهو باطل.. المسلسل من البداية قائم على فرضية لا محل لها من الإعراب المنطقى أو العقلى..
كان من الممكن أن تُصبح جثة السيد نفيسة هي الحقيقة التي نبحث عنها ونلهث وراءها ثم نكتشف أنها بين أيدينا.. أي إن يكون المسلسل ذات بعد فلسفى.. ولكن للأسف المؤلف شغلته القصص الفرعية للأخوة والأخوات " الأعداء" وتاهت منه الحكاية.. وأخذته العزة بالإثم وبالمسلسل.. فادعى أننا لم نركز ولم نستوعب المسلسل.. سامحه الله على وقت المشاهدين المُهدر في هذا العبث..
معلش.. نعيش ونشرب غيرها.. وشربنا بالفعل.. فمسلسلات.. عفوًا مهلهلات رمضان هذا العام أغلبها "مقالب"..