رئيس التحرير
عصام كامل

دكاكين الأحزاب


منذ ثورة يناير وحتى الآن رزقنا الله بعدد كبير من الأحزاب غالبيتها أحزاب على ما تفرج وترفع شعار "عشانا عليك يارب"، وعلاقتها بالسياسة مجرد يافطة صغيرة على باب شقة في منطقة شعبية، وهذه الأحزاب تجيد فن اللعب على الحبل والثلاث ورقات والخداع بل هي أقرب في انتمائها للسيرك القومى من الحياة السياسية، وهذه الأحزاب لم تتعلم من الحياة السياسية سوى المبدأ "المكيافلى" الغاية تبرر الوسيلة، وأنا ومن بعدى الطوفان.

هذا هو الواقع الذي تعيشه هذه الأحزاب، أما الكلام من أعلى المنصات والمؤتمرات وعلى شاشة التليفزيون فله لغة أخرى من عينة أن البلد في حاجة لجميع سواعد أبنائها، وأننا لن نتنازل أن نكون في المقدمة وإيد على إيد نبنى مصر من جديد، وأننا من السهل أن نجوع ونتعرى ونأكلها بدقة وننام من غير عشا، لكن مصر تنكشف على أحد على جثتنا جميعا أن يحدث هذا، وأننا لا بد أن نضحى من أجل الوطن الذي أعطانا الكثير وجاء وقت رد الجميل.. 

هذا الكلام حفظناه من كثرة ترديده، ونسمعه من ألسنة هؤلاء عشرات المرات يوميا بل إن الطلاب أصبحوا أكثر حفظا لهذه الإسطوانة من المناهج الدراسية، وأن نتبرع لصندوق تحيا مصر فريضة لا تقل وطنية عن أداء الخدمة العسكرية وعلى الشباب الذين يسعون للزواج أن يدفعوا مدخراتهم في الصندوق فزواج الوطن وزفاف مصر أهم من زواجهم هكذا تحدث أحد رؤساء الأحزاب، أما أن يضع يده في جيبه ويتبرع للصندوق هو من حر ماله فهذا لا يجوز فقد امتلأ الصندوق عن آخره وأن تبرعه لن يقدم أو يؤخر، فهؤلاء في أول الصفوف في الكلام فقط أما وقت الشدة تجدهم في أخرها" اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"، والله عيب على الشناب الكبيرة، لا تجد أحدا منهم في طوابير التبرع، وتتبرع سيدة كفيفة مسنة بقرطها الذهبي وهم ينفقون مئات الآلاف على شواطئ الساحل الشمالى..بلاها مصيف السنة دى، لكن إزاى لا بد من فورة الساحل.

الواقع أثبت أن الأحزاب في مصر صغيرها وكبيرها "دكاكين" إذا لم تحقق المصلحة الشخصية لصاحبها "يجيب ضلافها من الصبح" لا يتركها لحظة واحدة هي سبوبة للعائلة والأصدقاء والمعارف والأبناء والأحفاد التي تحقق لهم المكاسب وتضعهم في مقدمة الصفوف، وداخل البرلمان وعلى شاشات التليفزيون، وإذا لم تحقق هذا بلاها أحزاب وخسارة فيها مضيعة الوقت، نوفر مصاريف العزومات والوجاهة الاجتماعية والذي منه، فالفشل كان مصير جميع الائتلافات والتحالفات الانتخابية فالكل يريد أن يكون في مقدمة القائمة فالجميع يريد أن يكون الأول، لا أحد يفكر في مصلحة الوطن "للبيت رب يحميه" الغالبية تبحث عن مصالحها وهذه هي حقيقة النخبة التي لا تعرف سوي مصلحتها.." والله عيب عليكم. 
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية