رئيس التحرير
عصام كامل

«الأناضول» الوجه الآخر لـ«الجزيرة».. تحول جذري من الترويج لأفكار «أتاتورك» العلمانية للناقل الحصري لأخبار«المعزول».. بدأت النشر بالعربية مع اندلاع«الربيع ا

وكالة أنباء الأناضول
وكالة أنباء الأناضول التركية

رغم ادعائها أن عمرها يقارب المائة عام فإن وكالة أنباء الأناضول التركية، ظلت وكالة مغمورة، مجهولة لا وزن لها في الفضاء الإعلامي العربي، والدولي، لكن في أعقاب ما اصطلح عليه بالربيع العربي وما تبعه من سقوط أنظمة قديمة، ومحاولة جماعة الإخوان الإرهابية تصدر المشهد واستغلال الحدث للصعود إلى رأس السلطات في دول الربيع بدأت الأناضول في الظهور على الساحة الإعلامية العربية، حيث بدأت بثها في 2012.

وأوصبحت الوكالة التركية التي روجت لأفكار أتاتورك العلمانية، لسان حال جماعة الإخوان، والناطق بلسان حال التنظيم والمروج لافكاره وسياساته.
وبعد شهور من إطلاق الوكالة موقعها الناطق باللغة العربية، جاء فوز المعزول محمد مرسي بالرئاسة، وتولي الإخوان مقاليد السلطة ليمثل ذلك الصعود الأبرز للأناضول التي باتت الوكالة الرسمية في مصر، وأصبحت هي ناقل أخبار أعضاء التنظيم الذين كانوا في الحكم في ذلك الوقت، ومنها كان يجري الإعلان عن كل الأمور التي يجري هؤلاء العمل عليها داخل الدولة.

ولم ينصب الأمر على مصر فحسب بل مثله كان الأمر في تونس، سوريا، اليمن ، ليبيا، لتبث أخبارها ولتنال حضورا كبيرا في عالم الصحافة، وبصورة لا تقل عن وهج وحضور قناة الجزيرة وقتها.

وماهو إلا وقت بسيط مع صعود مرسي وتبدأ الوكالة إعلان وقف بثها المجاني والدخول إلى عالم الخدمة المدفوعة لوكالات الأنباء. 

وأصبحت الوكالة لسان حال التنظيم في كل مكان، إلى أن بدأ مرحلة أفولها في مصر، بعد رحيل محمد مرسي ومعاونيه من الحكم، ليظهر التحيز الكامل للأناضول للاخوان، وبصورة لا تختلف عن الجزيرة، اللهم إلا كون الجزيرة تابعة لقطر التي بدأت تظهر مطامعها في مصر، بما يشبه المباركة من التنظيم الإرهابي، خاصة مع ما ظهر من طلبها تأجير الأهرامات، ونفس الأمر مع قناة السويس.

وفي أعقاب ثورة 30 يونيو بدأت الأناضول وإلى جوارها الجزيرة تكشر عن الأنياب الخفية التي زرعها التنظيم الإخواني للنيل من أعدائه، أو مناوئيه. 
 
وبمقابل حالة الرفض المصري للجزيرة ومحتواها، كانت هناك قطيعة للأناضول أيضا، تزامنا مع رد الإعلام المصري على تركيا، وبالأخص رجب طيب أردوغان، بمنع عرض المسلسلات التركية لفترة، انسحبت وسائل إعلام مصرية وصحف من الاشتراك في الأناضول التي باتت تتبع مسار جديد للوصول إلى المتابع المصري.

وباتت الأناضول تخفف من حدة موادها الإخبارية المتعلقة بمصر مع التمسك بثوابت أن ماجرى انقلابا، وأن "رابعة" رمزا للصمود، وباتت تعمل على طريقة بث السم في العسل وإشعال الفتن بين حين وآخر مع أصدقاء مصر وجيرانها، وتؤجج المشتعل منها خاصة ما يتعلق بإثيوبيا التي باتت تفرد لها مساحة كبيرة وتبحث عن الوقيعة فيما يخص سد النهضة والمفاوضات حوله.

وحتى تتمكن الوكالة التركية من الانتشار الواسع من جديد عادت لتبث موادها مجانيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع الفيس بوك، إلا أن فتحت خدمة التصفح بدون اشتراك على موقعها من جديد.

وفي الوقت الذي لم تتبع فيه هذه الوكالة معايير المهنية في نقل أحداث ميدان تقسيم، تعمل وفقا لتصور التنظيم الدولي للإخوان (الإرهابي) لتشويه الحالة المصرية حتى أنها أعلنت عن إصدارها كتاب عن مصر في ذكرى ما أسمته بيوم رابعة العالمي، تحت عنوان مصر وثورة لم تكتمل، لتكمل فيه الادعاءات حول مصر وثورة شعبها في 30 يونيو، والذين خرجوا لاستكمال أهداف ثورتهم الأولى في 25 يناير 2011 والتي سرقوا نظام الإخوان وحاولوا استنساخ النظام السابق، وكل مواقفه، من حيث تمكين الإخوان وإقصاء من دونهم. 

وتبقى الجزيرة والأناضول وجهان لعملة واحدة ولدولتين تقفان ضد مصر، وإلى جوار تنظيم لفظه الشعب المصري، على أمل وحلم لن يتحقق بعودة تنظيم كتب المصريون شهادة وفاته.
الجريدة الرسمية