تجميل الرئيس
سؤال يطرح نفسه الآن وعلى وجه السرعة،متى يفيق الرئيس مرسى؟ ،فى ظل الأحداث المتتابعة التى تشهدها مصر الآن يأبى "مرسى" أن يعترف بأخطائه،ويرفض أن يتحمل المسئولية فى العديد من المشكلات التى أحاطت بمصر.
أين شجاعة المعارضة التى كنتم تتسمون بها سيادة الرئيس وقتما كنتم فى صفوف المعارضة،أم أن بريق وهيبة "الكرسى" تغير التوجهات لدى الناس؟،الكارثة ليست فى مواقف الرئيس غير الواضحة فى العديد من القضايا ،ولكن الأزمة فيمن يساندون الرئيس ويرون فيه "الملهم" ،الذى لا ينطق عن الهوى،هم أتباعه والباحثون عن مواقع القيادة فى عهده.
هؤلاء ممن لا موقف لهم هم "المصفقون"، أصحاب مقولة "عاش الرئيس" ،هم محترفون فى اختلاق الاعذار،هم دعاة الحرية فى التعبير ويرفضونها، وهنا أقول يا من تتحدثون باسم الدين وتتشدقون بالقرآن فتذكروا ما قاله الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون،كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
الإعلام الإسلامى كما يطلقون عليه ولكى أقول عليه إعلام الرئيس فبعدما تخلصنا من الإعلام الحكومى الذى كان يجمل المخلوع، جاء إلينا إعلام تجميل الرئيس، حيث يبحث لمعاليه عن أى أعذار أو مخارج من الأخطاء المتراكمة والأزمات المتوالية، والاشكالية هنا أن هذا الإعلام يأخذ طابع الدين.
هم يحتكرون لأنفسهم النقد ويحرمونه على غيرهم، يريدون الجميع أن يقول عاش الرئيس، رافضين أى نقد تحت ادعاءات زائفة "حماية الشرعية"، ولكنهم فى النهاية هم ليسوا أهلًا لهذه الحرية التى يدعون إليها.
الكارثة أن هؤلاء يعتبرون أن من يخالفهم الرأى هو معادٍ للدين ومع الأسف استطاعوا تصدير هذه الأفكار المغلوطة للكثير ممن لا يستطيعون التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، لمجرد أنه اقترن باسم الدين.